
الصورة الفوتوغرافية .. رواق الأمل لخدمة الإنسانية

حاورته : راضية صحراوي
مصطفى فلاح مصور صحفي متطوع بالهلال الأحمر العراقي ترجم من خلال صوره قصص إنسانية مؤلمة عن معاناة النازحين و الهاربين من العنف .
فلاح يواجه الموت في كل لحظة، يصارع من أجل تأمين خدمة إنسانية ويضحي بنفسه لدعم الفئات الهشة بتوثيق معاناتهم.
كمصور صحفي بالهلال الأحمر العراقي اختار مصطفى فلاح التطوع في ظل ما تشهده العراق من توترات وصراع مسلح ، فهو ككل شاب وجد على هذه الأرض لخدمة وطنه وشعبه من خلال الارتقاء بالخدمة الإنسانية .
يقول مصطفى في لقاء أجري معه على هامش تنظيم المنظمة العربية للهلال الأحمر و الصليب الأحمر لدورة تدريبية في الإعلام الإنساني ببغداد : أن مهمته كمصور صحفي متطوع ليس فقط التقاط الصور وتوثيق نشاطات الجمعية الهلال الأحمر العراقي أثناء تقديمها للمساعدات و الإعانات للمحتاجين لكن هي خدمة إنسانية ننقل من خلالها رسائل الأمل و الحب والتسامح بين كل الأطياف العراقية دون تمييز دون تفرقة هي ابلغ رسالة أقدمها للعالم.
يقول مصطفى : “تطوعي بالهلال الأحمر العراقي لم يكن اختيارا بقدر ماهو إصرار على تقديم مساعدة للنازحين و الهاربين من مناطق عدم الأمن والاستقرار بالعراق .
اضطريت الى التخلي عن الكاميرا لإسعاف طفل هارب
يقول : الخطر يحاصرنا في كل لحظة قد نفقد الحياة في أية لحظة نحن تطوعنا في الهلال الأحمر العراقي من اجل توثيق قصص إنسانية معاناة الأبرياء ونبرز الجانب الإنساني في ذلك التراحم و التعاون بين الشعب العراقي أي بين مؤسسة الهلال والنازح العراقي الذي أنهكته الحرب وما لفظته من مآسي و أحزان. و بالتالي لا يمكن أن أتخلى عن الكاميرا فهي من صنعت مني إنسانا حقيقياً .
ويضيف : بالعكس أنا احمل رسالة إنسانية فعندما اتركها وكأنني خنت الأمانة التي أوليت لي وهي الخدمة الإنسانية، اضطررت لتركها وليس التخلي عنها في حالة واحدة عندما تحولت الى مسعف فقد مرت علي لحظة عصيبة.
طفل نازح من قرية كوكجلي
هي القصة التي رواها لنا مصطفى . فمنذ حوالي عام يقول : “إلتقيت عائلة الطفل عباس من قرية كوكجلي نازح الى مخيم الخازر على أطراف محافظة اربيل في عمر 5 او 6 سنوات كان هارباً و عائلته من القصف المستمر على قريته. لم تمر ساعات على تواجده بالمخيم، رايته يبكي و يشكو من كليتيه، حزنت لأجله و قررت أن اترك كاميرتي لمواساته و التخفيف عنه استعملت كل الطرق و الحيل لأنسيه ألمه هذا النوع من الأساليب هو الدعم النفسي برنامج ناجح للهلال الأحمر العراقي. الجميل في الأمر أن والد الطفل تفاعل هو الآخر وبدأ بالضحك واللعب مع طفله تكلم عن معاناتهم تحت الحصار والدمار بمنطق، طلب مني سيجارة وقال لم أدخن منذ عامين لان السجائر محرمة من يقبض عليه يعذب او يقتل.
يقول مصطفى : عندما التقيت عباس بالمخيم ، بعدما تكفلت به فرقنا الميدانية بالهلال الأحمر العراقي من متطوعين وناشطين وعاملين كأول مستجيبين في ميدان العمل الإنساني .فالخدمة الإنسانية هي رسالة نبيلة فنحن لانبحث عن الشهرة والمال بقدر ما نريد رسم الابتسامة على وجوه الأبرياء وتوثيق محطات إنسانية في تاريخ العراق والهلال الأحمر العراقي بشكل خاص. فنحن نقوم بإيواء النازحين ومساعدتهم وتقديم الدعم الصحي والغذائي لهم فكلٌ يقوم بواجبه في خدمة الإنسان.
دورة تدريبية للإعلام الإنساني محطة لتصحيح المفاهيم
يقول مصطفى : فرحت عندما تم إختياري للمشاركة بالدورة التدريبية للإعلام الإنساني التي نظمتها المنظمة العربية للهلال الأحمر و الصليب الأحمر التي أقيمت ببغداد ، فقد استفدت كثيراً، تعلمت أن انقل الصورة بدافع الإنسانية و للمساعدة فقط لا لشيء آخر وأن لا أصور اي شخص وانقل اي موقف بالذات بعض المواقف التي بها حزن وانتهاك لبعض خصوصيات الناس لا استطيع نقلها أو بعض الخصوصيات كنساء او أطفال في مواقف حرجة .
الصورة الفوتوغرافية فسيفساء الإبداع وروح النضال الإنساني
يرى مصطفى في الصورة الفوتوغرافية رسالة ابداعية تمزج بين ألم و الرغبة في النجاة. كما تعتبر ترجمة واقعية لقسوة الحرب و صدمة الفراق. كما أكد مصطفى فلاح أن الصحفي الذي يبحث عن المال والشهرة على حساب الإساءة للإنسانية وجرح مشاعر المستضعفين بإبراز جوانب حساسة من حياتهم هو صحفي قد ينجح إعلاميا ويفشل إنسانيا. فالإنسانية تتجلى من خلال أنامل الإنسان و ليس فقط مصور يريد التقط مشهد يجني منه المال و الشهرة.
المصدر: معكم