
كتبت: راضية صحراوي
الكثير منا من يعتبر العمل التطوعي مسكنا لأوجاع الشعوب المستضعفة فقط و ترياق يخفف الم الجسد رغم استيطان الأمراض به واستفحالها إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما فالعمل الإنساني هو منح الأمل والحياة من جديد لأشخاص تقطعت بهم السبل فوجدوا يد العون تشحذ قدراتهم وتبني طاقاتهم عن طريق المساعدات الإنسانية مما جعل منها أداة للاستثمار الفعال وخلق سواعد تتحدي وتبدع رغم التهجير من الوطن.
إحداثيات دفعت المنظمات الإنسانية الى توثيق انجازاتها عن طريق استعمال عدة وسائل من بينها الصورة الفوتوغرافية التي كان لها الأثر الكبير في تحريك الضمير العالمي والإقليمي على وجه الخصوص و إبراز حقيقة المعاناة التي يتخبط فيها العديد من الأشخاص الهاربين من ويلات الحروب ودعمهم أكثر وإخراجهم من قوقعة الركود و الجمود الذي فرض عليهم عنوة.
الصورة الفوتوغرافية ودورها في العمل الإنساني
لا يختلف اثنان على أن التوثيق أي عمل مهما كان طابعه مهم جدا و الأهم منه هو الطريقة المستعملة في ذلك فالتصوير لم تعد مهنة تدر المال فقط بل يمكنها أن تغير مجرى الأحداث و تضغط على صناع القرار في العالم لإيقاف الانتهاكات اللانسانية التي يتعرض اليها المدنيين وتحفظ كرامتهم من جديد فعندما تلتقط صورة لشخص معاق يتلقى مساعدة أو إعانة جمعية وطنية تعمل في المجال الخيري فهذا يجر منظمات أخرى الى الاقتداء بها وترسيخ ثقافة التطوع فهناك الكثيرون ممن يرغبون بالتطوع وفعل الخير ولا يوجد لديهم تصور كاف عن كيفية تحقيق ذلك، فبنشر العمل التطوعي وتوثيقه نسهل على الآخرين تكراره أخلاقيات التوثيق والتزام الجهات التطوعية بها هي أول وأهم خطوات النجاح في العمل التطوعي، وتعكس بصورة واضحة رقي أخلاق الجهة التطوعية”.
فمن المهم توثيق العمل الخيري أو التطوعي لأسباب منها تسويقية ولإيصال رسائل ايجابية للمهتمين والمعنيين، بالإضافة الى أن التوثيق يعطينا فرصة للتطوير وتجنب الأخطاء والاستفادة من الإخفاقات التي قد تنعكس بالسلب على أي عمل خيري.
التوثيق الفوتوغرافي ضمان لحماية الكرامة الإنسانية
لا يكفي أن نثير العالم بالصورة قد تغير حياة الكثير من المحتاجين وان نهديهم الانتصار بمذاق الإهانة والذل، لا يمكن أن نوثق معاناة وأوجاع المعنفين ونستغل ضعفهم للتسويق والترويج لانجازات جمعيات بل لابد أن تعمل المنظمات على حفظ ماء وجه الفقراء في العالم خاصة ممن تعرضوا للعنف والترهيب، فإذا كنا نلتقط صورا توثيقية لعمل خيري بأسلوب صحفي قد نفشل وننتهك الخصوصية أثناء تقديم العون لهم دون مراعاة مشاعرهم كالمحتاجين أو المرضى، وذلك من أجل نقل الصورة كما هي دون رتوش، لتصف حالهم، ولكنها أحيانا تجرح أحاسيسهم إذا ما تم التقاطها بطريقة غير ملائمة لا تراعي وضعهم النفسي، أيضاً قد يفهمها البعض أنها من باب الصدقة على هؤلاء المحتاجين.لذا يجب أن يكون المصور على دراية بالواجب الأخلاقي والمهني في عملية التوثيق، الأمر يفرض علينا أن نتسلح بأخلاقيات تضمن عدم المساس بإنسانية وكرامة وخصوصية المستفيد في مجال العمل الخيري.

هيثم خطيب .. مصور محترف من فلسطين
الصورة أيقظت الضمير العالمي و أوقفت حروبا دامت لسنوات
كشف هيثم خطيب مصور محترف من القدس الشريف على ضرورة احترام خصوصية الأشخاص عند التقاط صور لأنها بمثابة رسالة تترجم ماسي الشعوب وقال ” إيماني بالقضية وطني اكبر من مجرد أن أعيش على ارض منهوبة أو أن افقد لقمة العيش بل أصور لأنقل الواقع، ليعلم العالم بوجودنا فالكثير منا لا يعرف عن فلسطين او عن شعبها و هذا ما استشفيته من الحديث مع العديد من الناس من جنسيات مختلفة” و أكد خطيب أن الصورة لها قوة تأثير كبيرة على زعماء العالم، مستشهدا بالصورة التي أفزعت العالم و عجلت بإنهاء حرب فيتنام الطفلة كيم فوك فان تجري عارية هي وأطفال آخرين و قد أصابهم الرعب بعد هجوم القوات الأمريكية على قريتهم بالنابالم. و قد نجت من الموت بعد التخلص من ملابسها المحترقة، الصورة كانت سببا في إيقاظ الضمير الإنساني العالمي فقد كانت أداة لتحرير الشعوب عجزت أسلحة الدمار الشامل فعلها.
واعتبر هيثم خطيب أن سياسة المنظمات الخيرية والعاملة في المجال الإنساني تفرض عليهم التقاط صور لنشاطاتها فلا يمكنها أن تشتغل دون توثيق فوتوغرافي إلا أنه وحسبه الصورة التي تخدش كرامة المحتاج هذا ما لا يحبذ في عملهم فنحن يقول هيثم “نحن في فلسطين نرفض بشكل قاطع تصوير شعبنا وهو يتضور جوعا ونلزم الجمعيات التي ترغب في المساعدة عدم نشرها عبر المواقع الالكترونية”، “نحن شعب لدينا كرامة والفلسطيني يصمد أمام الموت نحن إن هاجرنا نهاجروا لنتعلم وليس هروبا من وطننا”، لذلك فأنا كمصور يقول هيثم ارفض هكذا ممارسات.

موسى محمود مصور ومدير إدارة مجلة الأهرام المصرية
الصورة مصداقية قبل كل شيء
ومن جهة أخرى اعتبر موسى محمود مصور ومدير إدارة بمجلة الأهرام المصرية أن الصورة مصداقية واهم من المانشيت فى إظهار الحقيقة، حيث تظهر سلبيات المجتمع المحروم من المعيشة الإنسانية وتلقي الضوء على ظواهر عالمية كظاهرة اللجوء والهجرة غير الشرعية و عمالة الأطفال وتوجيه الجهود اتجاه العمل لمنظمات وللجمعيات التى تقدم خدمة والعمل على رفع هذه السلبيات، كما كشف أن للصورة سواء كانت فوتوغرافيه أو تلفزيونيه دور مهم خاصة فى نقل حوادث الهجرة الغير شرعيه وما خلقته من ماسي كالغرق الجماعي للمهاجرين الهاربين من النزاعات المسلحة فقد أظهرت الصورة حجم الأعداد المهجرة التى لم يكن يتوقعها العالم و هناك صور يندى لها الجبين مازالت عالقة في مخيلتي صورة أم تجهز لابنها طبق طعامه يوميا لمده 25 عاما رغم استشهاده فى حرب تحرير ارض سيناء أكتوبر 1973 وكل يوم تنتظر رجوعه.
وعن التوثيق الفوتوغرافي الحامي لكرامة المحتاج أكد موسى محمود على أهمية نقل الصورة بطريقة تحفظ كرامة الشخص رغم احتياجاته .بطريقه إخفاء ملامح الوجه بالتقنيات المتبعة في التصوير الرقمي وما بها من حقيقة لتحسيس وتحفيز الجمعيات والمنظمات الإنسانية على العمل أكثر في مد المساعدة والإغاثة الإنسانية.