
Processed with VSCOcam with se3 preset


مؤلمة أنتِ يا جامعتي بشوارعكِ الفارغة، اليوم أسير في طرقاتكِ وحدي، ألمح طالباً أو أثنين أو ثلاثة على أبعد تقدير، يسيرون بين الأشجار بإتجاه المكتبة المشتاقة لهم أو برج الساعة الحزين، الذي يحزنه بأن لا يرى جميع الطلبة حولهُ متجمهرين.
أتذكركِ في خيالي كما كنت سابقاً في كل طرقاتك وفي الشوارع، على كل المقاعد وحول الأشجار وفوق المرج الأخضر وفي قاعات المطاعم، حيثُ كان عدد الموجودين في كل مكان لا يُحصىْ، فَترى هذا يُسرع في المسير حتى يصل إلى قاعة درسهِ البعيدة وأُخرى تسير بهدوء تستمتع بظل أشجارك العتيدة التي تزيد عن عمرها بأعوام وأعوام.
وَحولَ ذلك المقعد هناك تجّمُعٌ لِحفنة من الطلبة يتناقشون وبِحدة حول موضوع ما وثلة أخرى يغادرون الأرض ويرتفعون بضحكاتهم فوق السحاب.
وفي المكتبة أتذكر أنهُ لَم يكن هناك مقعد فارغ، في أحضان الرفوف وبين الكتب ينتشرون، فنجد من يبحث عن قصة أو رواية ليعيش فيها كل الحكاية، أو من يبحث عن كتاب يقرأ فيه لامتحان أو لبحث في أحد المجالات، وفي مبنى التسجيل لا مكان لموضعَ قدم من كثرة الطلبة ، فصوتهم كدوي النحل يطن في المكان ويتراكضون من نافذة الى أخرى ومن مكتب الى آخر.
عودي يا غاليتنا الأردنية، عودي يا أم الجامعات فأشواقُ طلبتك لك ما عادت تحتمل وهذا الغياب ما عاد متقبلاً، أزيحي الحزن عن شوارعك الفارغة واستقبلينا في أحضانك يا جامعة الجامعات.
