


منذ سنواتٍ عديدة والناس في كل أنحاء العالم يحتفلون بيوم الثامن من مارس/آذار باعتباره يوما خاصا بالمرأة.
فقد اعترفت به الأمم المتحدة ليكون موعداً للاحتفال بإنجازات المرأة في المجتمع بمختلف المجالات.
وقد انبثق هذا اليوم عن حراكٍ عمالي حيث خرجت 15,000 امرأة عام 1908 في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
وإن قمنا بالتغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فسيكون الاحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب في بعض الأماكن.
وقد يصحب الاحتفال شعارات إنسانية معينة للتوعية الاجتماعية بدور المرأة عالمياً، وقد نجد أن بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية، لذا فالاحتفال بهذا اليوم يأخذ أشكالاً مختلفةً متنوعة ولكنها تصب في ذات البوتقة وهو دور المرأة في مختلف المجتمعات والمجالات.
يُقام هذا اليوم للدلالة على التقدير لإنجازات المرأة سواء السياسية أو الإنسانية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية وغيرها من المجالات، وحباً واحتراماً لدورها الفاعل ابتداءً من اللبنة الأساسية ” الأسرة” إنطلاقاً إلى دورها في كُبرى القطاعات العالمية.
ومن هنا نجد الكثير من الجهات المختصة والمعنية تُساهم في إحراز التقدم في رفع كفاءة المرأة على مختلف الأصعدة وتقديم خدمات أكثر عدالة وشمولية وتوفير الحماية لها من أي عنف قد تتعرض له.
ويُعد اليوم العالمي للمرأة يوم عطلة وطنية في كثير من الدول ويُحتفل به بأساليب مختلفة ولكنها تصب في ذات الأهمية، حيث يتم تنفيذ مستوى كبير من النشاطات للعديد من المجموعات والمنظمات التي تستخدم شعار اليوم العالمي للمرأة، ويبدو أن هذا العام سيكون مختلفاً بعض الشيء بسبب تفشي فيروس ” كورونا ” COVID-19، حيث من المتوقع قيام المزيد من الأحداث الافتراضية في جميع أنحاء العالم.
في كل عام يأتي هذا اليوم حاملاً معه شعاراتٍ مختلفة وقد اختير شعار ( العمل من أجل تسريع التكافؤ بين الجنسين) ليكون موضوع هذا العام، وذلك لتعزيز الوعي حول التكافؤ بين الجنسين، ودعم وتوحيد النشاط الذي يدفع تقدم المرأة، و احتفالاً بجهود النساء والفتيات الهائل والتي تبذلها حول العالم وخاصة دورها في القيادة و تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم COVID-19.
لذا فقد جاء موضوع هذا العام #ChooseToChallenge والذي يعني: اختر أن تتحدى، يمثل تنبيها لنا على المستوى الفردي والعالمي بأننا جميعاً مسؤولون عن أفكارنا وأفعالنا.
حيث يُشير إلى أنه “يمكننا جميعاً أن نختار تحدي وإدانة وفضح التحيزات المبنية على أساس الجندر (النوع الاجتماعي) وعدم المساواة وأنه يمكننا جميعاً اختيار البحث عن إنجازات المرأة والاحتفال بها بشكل جماعي، والمساعدة في خلق عالم أكثر شمولا للجميع.
والجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأحداث الافتراضية الرائعة المخطط لها في يوم المرأة العالمي لهذا العام نظراً لأن معظم العالم يتجمع عبر الإنترنت بدلاً من الحضور الشخصي، لذا فإن
سماع النساء يشاركن خبراتهن ومعرفتهن ونصائحهن هي واحدة من أفضل الطرق للحصول على الإلهام لإحداث التغيير وتحقيق الإنجازات وطرح الأفكار.
