المصدر: “آركو”

د. النادي وأ. إبراهيم: دور فاعل للدبلوماسية الإنسانية في تعزيز الاستجابة للكوارث
أكد كل من أ. إبراهيم عثمان مستشار الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر للشؤون الإنسانية والدكتور محمد النادي المشرف على المركز العربي للقانون الدولي الإنساني في الأمانة العامة للمنظمة؛ على أهمية الدبلوماسية الإنسانية في حماية الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية؛ ونشر المبادئ الإنسانية وثقافة الحد من الكوارث وبناء الشراكات؛ وتعزيز الاستجابة لفواجع الدهر من كوارث وأزمات وما تخلفه من خسائر.
وأشارا في محاضرة تفاعلية بعنوان “الدبلوماسية الإنسانية” استمرت 3 ساعات نظمها مركز الاستشارات والتدريب والتطوع في الأمانة العامة للمنظمة يوم 16 يونيو 2021 وحضرها 76 من منسوبي 13 هيئة وجمعية وطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر؛ إلى أن انعدام الأمن وازدياد حجم الأزمات من أبرز تحديات تفعيل الدبلوماسية الإنسانية.
افتتح “د. النادي” المحاضرة بالحديث عن ماهية الدبلوماسية بشكل عام من خلال تعريفها، كما استعرض التطور التاريخي للممارسة الدبلوماسية؛ مركزاً في ذلك على ثلاث مراحل رئيسية تجلت المرحلة الأولى منها في عصر الحضارات القديمة عند الفراعنة والأشوريين والبيزنطيين…وفي المرحلة الثانية ظهرت بتوقيع معاهدة وستفاليا لعام 1648، والمرحلة الثالثة انطلقت بموجب انعقاد مؤتمر فينا لعام 1815، هذا الاخير الذي شكل نقطة تحول مهمة في مسار تكريس الدبلوماسية بالشكل المتعارف عليه في عصرنا الحالي حيث يقصد بها – الدبلوماسية-، مجموعة من القواعد والإجراءات والمراسيم والمؤسسات والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين، بهدف خدمة المصالح العليا للدولة وللتوفيق بين مصالح الدول، من خلال الاتصال وتبادل البعثات واجراء المفاوضات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى عقد الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تخدم الغرض نفسه.
وتطرق المحاضر إلى مصادر التنظيم الدبلوماسي، المتمثلة في كل من القانون الداخلي للدول وكذا القانون الدولي. ثم تحدث عن بعض أصناف الدبلوماسية وهي الدبلوماسية الرسمية التي تنقسم إلى الدبلوماسية الثنائية والدبلوماسية الجماعية، وهناك الدبلوماسية الوقاية والرقمية والشعبية والاقتصادية والدينية والبرلمانية. كما تحدث عن الدبلوماسية الإنسانية وعلاقتها بالعمل الإنساني، باعتباره ذلك الجهد التطوعي الفني، والمادي، والمعنوي، والعلمي، والاقتصادي الذي يقدمه الفرد إلى بني جلدته من البشر الذين يعملون للنهوض بالقضايا الإنسانية.
واستعرض في محور آخر اهداف الدبلوماسية الإنسانية، والمتمثلة بالأساس في مخاطبة الضمير الإنساني، والعمل على إيجاد حل للمشكلات التي تحيط بالإنسانية، ودعم مسيرة التنمية المستمرة والدائمة في المجالات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والامن الغذائي… دون أن تنحصر في تقديم المساعدات الإنسانية، كونها تقوم على مبدأ المشاركة.
وفي المحور الأخير من محاضرته استعرض “د. النادي” أنموذج عملي لتفعيل الدبلوماسية الإنسانية ودور كل من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، منطلقا في ذلك من وثيقة الدبلوماسية الإنسانية للإتحاد وكذا الممارسة العملية للجنة الدولية للصليب الأحمر، باعتبارها منظمة غير متحيزة ومحايدة ومستقلة لها مهمة إنسانية بحتة تتمثل في حماية حياة وكرامة ضحايا النزاع المسلح وحالات العنف الأخرى وتقديم المساعدة لهم.
وخلص المحاضر الى أن الدبلوماسية الإنسانية تشمل العمل الإنساني بشقيه الإغاثي وهو الاستجابة السريعة لفواجع الدهر وكوارث الطبيعة كالزلازل والفيضانات والحروب وغيرها، والشق التنموي وهي المشاريع الكبرى التي تهدف إلى إعادة بناء ما خلفته تلك الأزمات، ومبادرات تعمير المدن والقرى والمجتمعات المدنية، ومن خصائص هذه الدبلوماسية: الشمول والتكامل.
وفي الجزء الثاني من المحاضرة تحدث الأستاذ إبراهيم عثمان عن أسس ومرجعيات الدبلوماسية الإنسانية والمبادئ الإنسانية والاديان والأعراف وتراكم الخبرات الإنسانية كما تطرق إلى القانون الدولي الإنساني واتفاقيات: جنيف، اللاجئين، حقوق الطفل، حقوق الإنسان.
وتحدث عثمان عن الأهداف التي تسعي إلى تحقيقها الدبلوماسية الإنسانية ومنها: حماية الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية وكرامة الانسان ونشر المبادئ الإنسانية ونشر ثقافة الحد من الكوارث والأوبئة والتأهب للكوارث وبناء الشركات الإنسانية واستقطاب وحشد الموارد وحماية العالمين واستقلالية وحيادية العمل الإنساني والتحديات التي تواجه العاملين في الميدان.
كما تطرق إلى الدور الكبير الذي تلعبه المنظمات الإنسانية أثناء عملها في الميدان، مستشهدا في ذلك بتجربته العملية كموظف سابق بالإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في مناطق عديدة شهدت توترات وكوارث طبيعية.
معرجا بذلك إلى أبرز التحديات التي تواجه تفعيل الدبلوماسية الإنسانية، من قبل العاملين في الميدان لخدمة الإنسانية حيث يواجهون تحدي انعدام الأمن، وازدياد حجم الازمات، واتساع رقعتها…
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية أن تتوافر في العاملين في الميدان مهارات التفاوض والتواصل مع الجميع وخاصة المسؤولين الحكوميين والشركاء، نظرا لأهمية هذه المهارات المحورية في إيصال الخطاب لأصحاب القرار، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي.


اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading