
Photo by Engin Akyurt on <a href="https://www.pexels.com/photo/close-up-photo-of-woman-with-black-and-purple-eye-shadow-1475426/" rel="nofollow">Pexels.com</a>


تنتظر ماريسيلا أوليفا وحيدة أمام محكمة في مكسيكو صدور الحكم الذي سيحسم مصير المعتدي عليها، سواء عبر إدانته أو تبرئته، وهي لا تزال تحمل آثار كدمات وجروح تشهد على تعرضها للضرب المبرح.
كل ما تطلبه هو إحقاق العدالة. لكن تحقيق ذلك غالبا ما يكون مجرّد أمنيات في بلد تبقى فيه 94% من الجرائم المرتكبة بحق نساء بلا عقاب، بحسب وكالة “كونافيم” الحكومية التي تسعى لمكافحة هذه الانتهاكات.
تتساءل ماريسيلا البالغة 58 عاما “إذا سمحت السلطات للمعتدي عليّ بالذهاب حرا، أين يمكنني الذهاب لحماية نفسي؟ أين يمكنني الاختباء إذا هددني بالقتل؟ أين هي السلطات التي يُفترض بها حمايتي؟”.
وهي تسير ببطء، مستندة إلى جهاز مساعدة على المشي (ووكر) منذ أن اعتدى عليها شريكها السابق بالضرب، ولا تزال الكدمات ظاهرة على ذراعيها.
ماريسيلا ليست وحيدة في هذا الوضع، بل هناك آلاف النساء ضحايا العنف الأسري في المكسيك.
وقد أحصت الحكومة هذه السنة 423 جريمة قتل نساء بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو، بزيادة 7,1% عن الفترة ذاتها من العام 2020 حين سجلت 967 جريمة على مدى السنة.
وكان مسار ماريسيلا للوصول إلى المحكمة طويلا وعسيرا.
وهي روت أن شرطة ولاية مكسيكو المركزية اعتبرت التعدي عليها مجرد شجار بين شريكين، ولم تسجّل تبليغها الكامل بالوقائع.
لكن مع تلقيها مساعدة ناشط تم الاتصال به بطلبها، بدأ الجهاز القضائي البطيء على الدوام بالتحرك.
روت ماريسيلا أن القاضي استغرب دخولها القاعة بمساعدة جهاز ووكر، إذ لم يكن على علم بخطورة حالتها.
واضطرت إلى عرض صور احتفظت بها على هاتفها الجوال للضرب والإذلال الذي عانت منه، وأدلة على تهديدات تلقتها من أقرباء المعتدي عليها.
وتساءلت غاضبة “ماذا ينتظر القضاء والسلطات حتى تقول إن بالإمكان محاكمته؟ أن يقتلني؟”
- “يشكّكون في كلامنا” -على مسافة بضعة كيلومترات من هناك، في محكمة أخرى في مكسيكو، ترافق دانييلا سانشيز امرأة أخرى يمثل المعتدي عليها أمام القضاء.
تنتظر دانييلا نفسها، الموظفة البالغة 37 عاما، أن يبت القضاء في ما تعرضت له من ضرب بيد شريكها على مدى سنوات من حياتهما معا.
تقول دانييلا “الواقع الذي تواجهه نساء المكسيك هو نظام من الإفلات من العقاب. وحين نتوجه إلى السلطات، تشكّك مباشرة بكلامنا وبالآثار الظاهرة على أجسادنا”.
وهي تظاهرت مطالبة بمزيد من العدالة.
تقول فاطمة غامبوا المديرة المشاركة لمنظمة “إكيس خوستيثيا” إن “الهيئات القضائية (المكسيكية) غير معدّة للتعامل مع ظاهرة على هذا القدر من التعقيد، ظاهرة ثقافية متعدّدة العوامل مثل العنف ضد النساء”.
وأفادت غامبوا بأنه مقابل صدور 120 حكما قضائيا على مستوى البلاد برمتها، لاحظت منظمة إكيس خوستيثيا أنه في أكثر من 80% من الحالات لم يبت القضاة في العنف أو لم يناقشوا ما إذا كانت هناك أوضاع خطيرة للنساء أو تدابير حماية لم يتم اتخاذها. - “مرهق” -قالت غريس (34 عاما) إن الدعوى القضائية ضد المعتدي عليها كانت مرهقة.
روت أن شريكها السابق كان ثملا حين اقتحم المطبخ الصغير حيث كانت تعمل مع نساء أخريات من جميعة “موخيريس دي لا تييرا” (نساء الأرض)، فانهال عليهنّ بالضرب وحطم كل ما كان هنالك.
ومنذ ذلك الحين تقول غريس التي تفضل عدم كشف هويتها أنها ورفيقاتها في حال إحباط.
تقول المرأة التي تعمل الآن في مطبخ جديد شيّدته المجموعة بفضل تبرعات “نشعر بالحزن والإرهاق، لا يمكننا حتى تناول الطعام. نتساءل باستمرار ما سيحصل، ما الذي يمكننا القيام به لتسريع الأمر، حتى ينصت أحد لنا”.
والثغرات في معالجة هذه القضية كثيرة، بدءا بسيارة دورية الشرطة التي استغرقت 45 دقيقة لتصل إلى المكان، وفرار المعتدي الذي لم يتم العثور عليه حتى الآن، وتصنيف القضية على أنها عنف منزلي وليست محاولة قتل امرأة.
