



أين أيامك ؟!
علاقة لا يمكن وصفها بكلماتي هذه سأحاول أن أعبر عما يدور في داخلي من مشاعر جياشة للحظاتي معه وبكل تفاصيلها
فقد قضيت أغلب عمري معه احتضنني بكل حنو ومحبة بل احتضن أغلبنا بقوة وَثَاقَة.
كان دافئاً شتاءً وبارداً صيفاً كان ينبض بعروق الحياة براءةً وحباً، احتضن أحلامنا وقتها وزينها لنا إكليلاً على رأس لحظاتنا التي لم ولن ننسى تفاصيلها ما حيينا.
كان يُغدقُ علي بجمالٍ ما كنت أعيه وقتها، فقد كان شغلي الشاغل حينها أن أقضي سويعاتي الصغيرة في كل يوم مع رفيقاتي فداخلَ مسرحِ حياةِ كلِ واحدةٍ فينا حكايا ومواقف لا تعد ولا تحصى وإن تحاببنا أوتخاصمنا كان هو أحد العوامل المشتركة بيننا، اعتدنا عليه وكان شيئاً عادياً جداً فلا جديد في أمره،ي رافقنا لأشهر ويتركنا لأشهر ونعود له عود الطفل الصغير لأمه بعد غياب طويل.
في مواسمه يكون هو النجم الذي يتهافت عليه كل من يحتاجه، شئنا أم أبينا كان يأتي بلا إحم ولا دستور
حاملاً معه الأمل في كل مرة “أنّ ما فات، فات، والقادم هو ما ننتظره بفارغ الصبر”.
نكبر وتكبر أحلامنا ولازال يرافقنا، تصرخ طموحاتنا مناديةً بأعلى الصوت، متى ستتركنا وشأننا؟ متى سنتحرر منه؟ متى سنختال بغيره؟ متى سنطرق باب الحياة لنقول لها ها نحن كبرنا ولا نحتاجه وأن باستطاعتنا أن نمضي قُدُماُ من دونه فهناك الأجمل وهناك من سيرافقنا الدرب غيره، هناك الكثير.
فقد كنا بخيالاتنا نتغنى، فقد اتفقنا أنا ورفيقاتي أنّ أول شيء سنفعله حينما نخوض غمار المراحل القادمة من حياتنا
هو التخلي عنه، فنحن لن نحتاجه فقد كبرنا ، “وما أحلانا واحنا ماخدينه معنا،ولا الناس شايفاه علينا” ، ما عدنا صغاراً
ليتنا يا رفيقات العمر احتفظنا به وحافظنا على كينونتنا البريئة معه، فها نحن نشتاق ونتمنى لو تعود تلك اللحظات لنقضي أطول وقت ممكن معه، محمولين بمحبة بين يديه، ولو استطاع الكلام لسمعناه ينادي ويقص علينا ما نسيناه.
اليوم عرفت قيمة ما كان يلازمني طوال سنواتي تلك، ما كان شكلاً ولا كان واجباً ، بل كان قيمةً لا يعيها إلا من عاش تفاصيل زهور البساتين زهرة زهرة ومرحلة مرحلة وعشق ثنايا ذلك البيت الثاني ففيه بُنِيَتْ ملامح ما أنا عليه الآن
لذا أحضرته واحتضنته أنا هذه المرة لأحتفظ به طوال ما في العمر من بقية فالعمر أيام.
أعرفتم عمن أتكلم؟
إنه “مريولي” الذي به أتغنى وله أشتاق.