



اليونيسف تكشف عن معرض ’ليس لدينا وقت لنخسره‘ – المكوّن من ساعة تعدُّ ساعات التعليم الضائعة — سعياً منها إلى حث الحكومات على إعادة فتح المدارس بأسرع وقت ممكن، وذلك في الوقت الذي تبدأ فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها في مدينة نيويورك
خسر طلاب المدارس في العالم لغاية الآن ما يُقدر بـ 1.8 تريليون ساعة من التعليم الوجاهي منذ بدء جائحة كوفيد-19 وما تبعها من إغلاقات. ونتيجة لذلك، انقطع المتعلمون الصغار عن تعليمهم وعن فوائد حاسمة أخرى توفرها المدارس.
ولجلب الانتباه إلى هذه الأزمة التعليمية، كشفت اليونيسف اليوم عن معرض ’ليس لدينا وقت لنخسره‘ No Time to Lose في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وتتألف القطعة الرئيسية من هذا المعرض من ساعة مصممة على شكل سبّورة في غرفة صفية فارغة، وهي موضوعة في ساحة الزوار في الأمم المتحدة أمام مبنى الجمعية العامة. وهذه الساعة هي عدّاد في الوقت الحقيقي يعرض العدد التراكمي المتنامي لساعات التعليم الوجاهي التي خسرها جميع طلاب المدارس في العالم وما زالوا يخسرونها منذ بدء الجائحة. وتتألف الغرفة الصفية الفارغة من 18 مقعداً، وكل منها يمثل شهراً تعطّل فيه التعليم بسبب الجائحة.
ويجري إنشاء المعرض قبل افتتاح المناقشة العامة في الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تمثل مناسبة سينتهزها بعض القادة ليعودوا إلى مقر الأمم المتحدة شخصياً للمرة الأولى منذ بدء الجائحة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش “ستفتح الأمم المتحدة أبوابها في الأسبوع المقبل أمام الوفود من جميع أنحاء العالم. إلا أن أبواب المدارس تظل مغلقة أمام الأطفال واليافعين في بلدان عديدة. نحن نحرم جيلاً بأكمله في الوقت الذي توضع فيه عقول أفراد هذا الجيل ومستقبلهم على المحك. يجب علينا أن نولي الأولوية لإعادة فتح المدارس ودعم هؤلاء الذين خسروا تعليمهم أثناء الجائحة، وليس لدينا وقت لنخسره”.
وفي هذا العام، ستُعقد المناقشة العامة والاجتماعات السنوية المرتبطة بها ضمن ترتيبات مختلطة، إذ ستجري فعاليات عديدة افتراضياً. ويمثّل المعرض، وهو مفتوح أمام الوفود التي ستختار حضور اجتماعات الجمعية العامة وجاهياً، تذكيراً صارخاً بأن ملايين طلاب المدارس يظلون محرومين من مدارسهم، كما يمثل دعوةً للقادة للتصرف بسرعة لمعالجة هذه الأزمة التعليمية.
وسيظل المعرض مفتوحاً من 17 إلى 27 أيلول / سبتمبر عند انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة
وعلى صعيد العالم، ثمة حوالي 131 مليون طالب مدرسة في 11 بلداً خسروا ثلاثة أرباع مدة تعليمهم الوجاهي منذ آذار / مارس 2020 وحتى أيلول / سبتمبر 2021. وقد خسر 59 بالمئة منهم — أو حوالي 77 مليوناً — مدة تعليمهم الوجاهي بأكملها تقريباً. ويواصل حوالي 27 بالمئة من البلدان إغلاق المدارس إغلاقاً كلياً أو جزئياً. إضافة إلى ذلك، وبحسب آخر البيانات الصادرة عن اليونيسكو ، يواجه أكثر من 870 مليون طالب من جميع المستويات تعطيلات لتعليمهم حالياً.
تحث اليونيسف الحكومات، والسلطات المحلية، وإدارات المدارس أن تعيد فتح المدارس بأسرع وقت ممكن وأن تتخذ جميع الخطوات الممكنة للحد من انتقال عدوى الفيروس في المدارس، من قبيل:
- تطبيق سياسات لارتداء الكمامات للطلاب والموظفين بما يتماشى مع التوجيهات الوطنية والمحلية؛
- توفير مرافق لغسل اليدين و / أو تعقيم اليدين؛
- التنظيف المتواتر للأسطح والمواد المشتركة؛
- ضمان توفير تهوية كافية وملائمة؛
- اعتماد أسلوب الأفواج (إبقاء الطلاب والمعلمين في جماعات صغيرة لا تختلط فيما بينها)؛ والتدرّج في أوقات بداية الدوام، والاستراحات، واستخدام الحمامات، وتقديم الوجبات، وانتهاء الدوام؛ والتناوب في الحضور الشخصي؛
- استحداث آليات لمشاطرة المعلومات مع الوالدين والطلاب والمعلمين؛
- يجب إيلاء الأولوية للمعلمين في تلقي لقاحات كوفيد-19 لحمايتهم من انتقال العدوى مجتمعياً، وذلك بعد العاملين الصحيين في الخط الأمامي والأشخاص المعرضين لأشد الخطر، على ألا يكون ذلك شرطاً لإعادة فتح المدارس.
إضافة إلى ذلك، صدر سابقاً عن اليونسكو، واليونيسف، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، والبنك الدولي ’إطار إعادة فتح المدارس‘ لتوفير نصائح عملية ومرنة للحكومات الوطنية والمحلية ولدعم جهودها لإعادة الطلاب إلى التعليم الوجاهي.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور، “كل ساعة يمضيها طفل في غرفة الصف هي وقت نفيس وفرصة لتوسيع آفاقه وزيادة إمكاناته إلى الحد الأقصى. وفي كل لحظة تمضي، ثمة فرص لا تُحصى تضيع هباءً. إن 1.8 تريليون ساعة هي كمية من الوقت يتعذر فهمها. ومما يتعذر فهمه أيضاً هو وضع أولويات بشأن الحد من تأثيرات كوفيد-19 لا تضع مستقبل الأطفال في المقام الأول. بوسعنا أن نعيد فتح المدارس بأسرع وقت ممكن ويجب علينا ذلك، فالوقت يمضي”.
