
Photo by Tayeb MEZAHDIA on <a href="https://www.pexels.com/photo/monochrome-photo-of-quran-318451/" rel="nofollow">Pexels.com</a>


في مولد الهادي سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله ورسوله ومصطفاه وخليله ومختاره ومُجتباه وهَديته في هذه الحياة ورحمته للناس أجمعين. الذي تشرَّف بكمال العبوديَّة لمولاه، والبَشَرُ الذي قرَّبه ربه وأدناه، ورفع مَقامه على الناس أجمعين، وختَم به الأنبياء والمرسلين. وإذا أردنا أن نقف على مكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلنقف مع مكانته عند ربه جل في علاه فالله اصطفاه وزكَّاه:
- زكاه في عقله : فقال تعالى عنه:- {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
- زكاه في نُطْقه :- فقال تعالى عنه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
- زكاه في علمه:- فقال تعالى عنه: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}.
- زكاه في بصره:- فقال تعالى عنه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}.
- زكاه في قلبه:- فقال تعالى عنه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.
- زكاه في ظهره:- فقال تعالى عنه: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}.
- زكاه في ذِكْره:- فقال تعالى عنه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك}.
-زكاه كلَّه:- فقال تعالى له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
بل إنَّ الله تعبَّدنا بالتأدب مع نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم غاية التأدب والله تعالى ضرَب لنا في ذلك المَثَل الأعظم والأكرم في إكرامه وتكريمه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم:-فإنَّ الله تعالى لم يُناده في كتابه الكريم باسمه مُجرداً قط ولكن ناداه بشرف النبوة والرسالة:
فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}.
-وعندما أخبر الله عنه صلى الله عليه وسلم مُعرِّفا به ذاكراً اسمه المجرد صلى الله عليه وآله وسلم قَرَن اسمه بالرسول:
فقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}.
وقال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}.
بينما نادى الله تعالى على جميع أنبيائه بأسمائهم المجردة:
فقال تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا}.
وقال تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ}.
وقال تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}.
وقال تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي}.
وقال تعالى: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
وقال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}.
وقال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى}.
وقال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}.
-والله تعالى تعبَّدنا أيضاً بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبدأ بنفسه:
فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
- كما أنَّ الله تعالى تَكرِمة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يوقِع العذاب بقوم قد استحقوا العذاب لوجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم: فقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
وجلَّى الله تعالى هذه المنزلة وهذا الاصطفاء وبيَّنه أيما بيانٍ حينما أراد الله أن يُكرِّم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويُسرِّي عنه ويُواسيه فاستضافه عنده فوق سبع سموات، وذلك في رحلة الإسراء والمعراج، فما أعظمَها من مكانة….
