


“حركة إسعاف صحيحة واحدة وقت الحاجة قد تنقذ حياة” هذا هو الفارق الذي يحدثه فهد ياقوت، فطوال عشر سنوات عمل على نشر ثقافة الإسعافات الأولية ولا يزال، من خلال جهود تطوعية شبابية لافتة داخل مملكة البحرين وخارجها كانت محط اهتمام وتكريم من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي منحه وسام الكفاءة عام 2016 للعمل التطوعي الإنساني، واعتبره ياقوت تاجا يتوج مسيرته، ويحمله فخرا ويزيد من مسئولية عطائه، فلطالما حلم بالتكريم الذي ناله بجهد استثنائي تطوعي.
عشر سنوات رحلة السيد فهد ياقوت الذي مثل علامة فارقة في حياة الكثيرين، درب أكثر من 12 ألف مسعف، ولا يزال يدعو إلى محو الأمية في الإسعافات الأولية وجعلها متطلبا يدرسه الجميع كأساس حياة قد لا يحتاجه الإنسان بشكل دائم ولكن عند الحاجة إليه سيحدث فارقا كبيرا في إنقاذ حياة إنسان، فالإسعاف الأولي قد يكون الخط الفاصل بين الحياة والموت، وهي مهارة وعلم يتيحان التعامل الواعي مع مخاطر الحوادث والحرائق.
ونشر ثقافة الإسعافات الأولية هدف غير متحقق حسب ياقوت، ويعزو السبب إلى ظن الناس بعدم الحاجة إليه، رغم أن دراسة الإسعافات الأولية يجب أن تكون أولوية، فقد لا نحتاجها يوميا ولكن عند الحاجة لها سيكون الأمر فارقا، ويقول فهد ياقوت: “كانت الفكرة مصدر إلهام لأناس كثيرين، فأسس الإسعافات الأولية تعتبر أمرا لابد من تعميمه، فمن جهد تطوعي فردي إلى تشكيل فريق متخصص ثمة رحلة نجاح تسطرها سواعد شباب البحرين الذي يتصف بالمبادرة والمساعدة وحب الخير”.
وعن البدايات يقول ياقوت: “البداية كانت باجتيازي لبرنامج إدارة الكوارث في 2008، والذي كان يقام بشكل سنوي، وأذكر أنني كنت أسير بحقيبتي لأكون جاهزا عند الحاجة، وبدأت أحث الشباب على تعلم الإسعافات الأولية، ثم انتقلت إلى تكوين فريقي الذي تطلب مني اربع سنوات لتشكيله، وفي عام 2012 اهتديت لجمعية الكلمة الطيبة التي احتضنت الفكرة بكل ترحيب، وتم تشكيل فريق (كن مستعدا)”.
وعن مسيرة عطاء “كن مستعدا” قال ياقوت: “نبلغ اليوم 50 شخصا، ونقيم فعاليات كثيرة.. ونطبق برنامج معهد الصحة والسلامة الأمريكي، وبناء عليه ندرب بالفيديو والعملي، ونقدم ورش مجانية ومن يريد الحصول على تدريب نوعي ودراسة هناك شهادة معتمدة أيضا، وعملنا على استمرارية برامجنا عن بعد خلال جائحة كورنا، وأتطلع إلى تحفيز أبنائي على خدمة بلدهم البحرين بصقل مهاراتهم وزيادة معارفهم وتوسيع أفق فكرهم”.
واختتم ياقوت حديثه قائلا: “لمساهماتي خارج البحرين وقع آخر في نشر ثقافة الإسعافات الأولية، إذ شاركت في ورشة للاجئين السوريين العاملين في القطاعات الاغاثية والعاملين في إعادة التدوير والصيانة في مخيم الزعتري كما شاركت كأول عربي ضمن طاقم التطوع في منظمة أوكسفام للإغاثة الدولية، فإلى جانب مساهماتي في إسعاف من يحتاج عند وقوع الحوادث شاركت في إطفاء سيارة محترقة ذات مرة، كما ساهمت في السيطرة ثم إطفاء حريق في أحد المجمعات، ومع كل تجربة يزيد إيماني بأهمية الإسعاف الأولي”.

ثقافة الإسعافات الأولية ثقافه مهمه جداً