


عقد الهلال الأحمر القطري مؤتمراً صحفياً في مقره الرئيسي للإعلان عن تفاصيل إطلاق المخيم الميداني التاسع للتدريب على إدارة الكوارث، والذي سيقام على مدار 10 أيام خلال الفترة 15-24 فبراير 2022، برعاية وزارة الصحة العامة، وذلك في مركز شباب سميسمة، بمشاركة 300 متدرب من متطوعي الهلال الأحمر القطري، وبعض المؤسسات القطرية الحكومية وغير الحكومية، والجمعيات الوطنية العربية، بالإضافة إلى 100 كادر تدريبي وإداري.
وأثناء المؤتمر الصحفي، قال المهندس إبراهيم عبد الله المالكي، المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري:
يسرنا أن نعقد هذا المؤتمر الصحفي للإعلان عن إطلاق المخيم الميداني التاسع للتدريب على إدارة الكوارث، وهو برنامج تدريبي موسع ومتخصص في إدارة الكوارث أطلقه الهلال الأحمر القطري عام 2006، وقد ترسخت مكانته على مر السنين باعتباره الحدث التدريبي الأبرز على صعيد دولة قطر والمنطقة في مجال التأهب والاستعداد والاستجابة للكوارث.
وتحظى النسخة التاسعة من مخيم إدارة الكوارث برعاية وزارة الصحة العامة في دولة قطر، وذلك من منطلق الشراكة الممتدة بين الوزارة والهلال في العديد من المجالات المتعلقة بالصحة العامة والسلامة المجتمعية والخدمات الطبية والإسعافية، واهتمام الطرفين بتشجيع وتمكين مختلف المبادرات والبرامج التي تصب في اتجاه تحقيق مجتمع التقدم والأمن والرخاء الذي تنشده رؤية قطر الوطنية 2030.
واستمراراً للنجاح الكبير الذي حققته النسخ السابقة من مخيم إدارة الكوارث، فإن الهلال الأحمر القطري يطلق هذه النسخة المرتقبة برؤية جديدة معاصرة، في ظل الظروف الاستثنائية التي شهدتها دولة قطر والعالم أجمع، والمتمثلة في جائحة كوفيد-19 غير المسبوقة، التي تسببت في إرجاء تنظيم المخيم لمدة عامين كاملين، حتى ظهرت بوادر انفراج الأزمة وانحسار الجائحة وعودة الحياة الطبيعية كما كانت تقريباً، وأصبح من الممكن تنظيم المخيم بالشكل الذي يضمن أقصى درجات الحماية لجميع المشاركين.
وإلى جانب رعاية وزارة الصحة العامة لمخيم إدارة الكوارث التاسع، فقد اجتذب المخيم مشاركة العديد من الجهات التي تعطي زخماً لذلك الحدث، سواء من مؤسسات الدولة أم منظمات المجتمع المدني أم القطاع الخاص أم وسائل الإعلام، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة من جانب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والجمعيات الوطنية من الدول الشقيقة والصديقة، متطلعين إلى مزيد من الدعم والرعاية لهذا المخيم.
نأمل أن يحقق مخيم إدارة الكوارث التاسع النتائج المرجوة، وأن يستفيد المشاركون من هذه الفرصة الفريدة التي تتاح أمامهم لاكتساب معارف ومهارات لا تتوافر في أي مكان آخر، وأن يضع المخيم لبنة أساسية في بناء قدرات المجتمع على المستويين الفردي والمؤسسي، وصقل مواهب ومهارات الكوادر التطوعية المشاركة، وتبادل الخبرات مع مختلف شركاء الحركة الإنسانية الدولية، وتفعيل آليات التنسيق والتعاون مع المؤسسات المعنية في الدولة لمواجهة أي مخاطر أو كوارث لا قدر الله.
بعد ذلك، تحدث العميد أحمد إسماعيل الزيارة، رئيس المخيم التاسع لإدارة الكوارث، فقال:
إن الشعار الذي تبناه مخيم إدارة الكوارث منذ خروجه إلى النور عام 2006، وهو “تأهب فعال.. واستجابة أفضل”، يجسد الفكرة وراء كل ما نقوم به من أنشطة تستهدف خدمة المجتمع القطري في المقام الأول، من خلال تنظيم العديد من الدورات التأسيسية والمتقدمة للمتطوعين في مجال إدارة الكوارث، والتي تشكل مع المخيم برنامجاً تدريبياً متكاملاً يتم تنفيذه على مدار العام، بهدف تأهيل أفراد المجتمع للتعامل مع شتى المواقف الطارئة التي قد يتعرضون لها أو يتعرض لها غيرهم، سواء في المنزل أو أثناء القيادة على الطريق أو عند التخييم في البر، بالإضافة إلى ترشيح المتميزين منهم للانضمام إلى فرق الإغاثة التابعة للهلال الأحمر القطري، مما يفتح أمامهم آفاق التطور وإثبات الذات، والمشاركة كممثلين للهلال الأحمر القطري ودولة قطر في المحافل الإنسانية الدولية مستقبلاً.
وعن نظام المخيم، فإن المتطوعين المشاركين يتم تقسيمهم إلى 6 مجموعات أساسية، ويكون اليوم الأول مخصصاً لحفل الافتتاح والتسجيل والمبيت، وتبدأ التدريبات اليومية صباحاً ومساءً من ثاني أيام المخيم لمدة 6 أيام. وينقسم البرنامج التدريبي إلى قسمين، الأول هو التدريب التخصصي ويشمل 6 قطاعات: الإيواء والتسجيل – المياه والإصحاح – التغذية والتوزيع – الصحة في الطوارئ – التخطيط للطوارئ – التقييم والتنسيق الميداني. أما القسم الثاني فهو التدريب العام ويشمل 7 تخصصات: مشروع اسفير – الإعلام والاتصالات في الطوارئ – إعادة الروابط العائلية – الوصول الآمن – الدعم النفسي – إدارة الكوارث – القيادة في العمل الإنساني.
ويتخلل مرحلة التدريب تنفيذ سيناريوهات يومية مفاجئة، الهدف منها هو قياس مدى استفادة المتدربين وقدرتهم على التجاوب مع الأحداث الطارئة، يعقبها تدريب ميداني موسع استعداداً لسيناريو الكارثة الافتراضية في اليوم الختامي للمخيم.
وعلى هامش المخيم، تقام خيمة إنسانية اجتماعية تقدم للمتدربين وللزوار من الجمهور وطلاب المدارس، محاضرات تثقيفية حول مجموعة متنوعة من المواضيع ذات الصلة بالعمل الإنساني والاجتماعي، ويلقي هذه المحاضرات كوكبة من الخبراء في مجالات إدارة الكوارث والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
ونود أن نؤكد على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية المتبعة من قبل الدولة طوال فترة المخيم، والحرص على أن يكون جميع المتدربين والمدربين المتواجدين داخل موقع المخيم حاصلين على لقاح فيروس كورونا، فأهم قاعدة في العمل الإنساني هي المحافظة على سلامة عمال الإغاثة أولاً وقبل كل شيء.
وفي كلمته، قال السيد نواف محمد المضاحكة، رئيس مركز شباب سميسمة والظعاين التابع لوزارة الرياضة والشباب:
إن استضافة مركز شباب سميسمة والظعاين، التابع لوزارة الرياضة والشباب، لفعاليات المخيم التدريبي لإدارة الكوارث، الذي ينظمه الهلال الأحمر القطري، تمثل حدثاً استثنائياً من كافة الوجوه. فمن ناحية، هذه أول مرة يقام فيها مخيم إدارة الكوارث في أحد مراكز الشباب، بعد أن داب منظموه على إقامته في المخيم الكشفي البحري بمدينة الخور. ومن ناحية ثانية، فإن هذه النسخة من المخيم هي الأولى في أعقاب جائحة كوفيد-19، مما يحتم تعديل إجراءات وآليات المخيم بالكامل، بما يتماشى مع الإجراءات الاحترازية المتبعة، وضمان أعلى معدلات السلامة لجميع المشاركين.
واسمحوا لي أن أقدم لكم نبذة موجزة عن مركز شباب سميسمة والظعاين، إذ تتمحور رسالة المركز حول توظيف طاقات الشباب في الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية والاجتماعية المفيدة، واستغلال الإمكانيات البشرية المؤهلة والأفكار المبتكرة والبيئة الجاذبة، لكي يصبح الشاب عضواً فاعلاً في مجتمعه.
ويهتم المركز بتشجيع أعضائه على ممارسة مختلف الرياضات، مثل الفروسية والسباحة وكرة القدم وغيرها، بحيث يتحول إلى داعم للأندية الرياضية بالمواهب الواعدة والأبطال النابغين، في إطار استراتيجية وزارة الرياضة والشباب، التي تهدف إلى تمكين ودعم الشباب القطري في شتى المجالات.
وفي الأخير، فإن هذه النسخة من مخيم إدارة الكوارث مرشحة لأن تكون هي الأفضل والأكثر تميزاً شبين جميع النسخ السابقة، كونها تقام في نفس العام الذي تستضيف فيه دولة قطر بطولة كأس العالم 2022، بما يصاحبها من زخم إعلامي وعالمي كبير. ونحن نعدكم بأن نضع كافة الإمكانيات المتاحة تحت تصرف القائمين على المخيم، حتى يخرج بالشكل الأمثل الذي نفتخر به جميعاً، ويفتح المجال أمام استضافة مركز شباب سميسمة والظعاين للمزيد من هذه الفعاليات التدريبية والإنسانية الكبرى في المستقبل بإذن الله.
