


أبرم الهلال الأحمر القطري اتفاقية تعاون مع نظيره الكويتي لدعم وتنفيذ مشروع توفير الأدوية اللازمة لمرضى ومريضات السرطان في قطاع غزة، بميزانية قدرها 800,000 دولار أمريكي (أي ما يعادل 2916000 ريال قطري).
ووقع الاتفاقية من طرف الهلال الأحمر القطري أمينه العام سعادة السفير علي بن حسن الحمادي، ومن طرف الهلال الأحمر الكويتي رئيس مجلس إدارته سعادة الدكتور هلال مساعد الساير.
وبمقتضى الاتفاقية يتقاسم الطرفان تمويل المشروع بحيث يقدم الهلال الأحمر الكويتي مبلغ 500,000 دولار أمريكي، بدعم من بيت التمويل الكويتي، فيما يقدم الهلال الأحمر القطري مبلغ 300,000 دولار أمريكي. ويمتد الإطار الزمني للمشروع لمدة 10 أشهر.
وذكر بيان من الهلال الأحمر القطري بهذا الصدد أن رغبة الطرفين قد تلاقت في تنفيذ هذا المشروع الحيوي، بالنظر إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها مرضى السرطان في قطاع غزة، نتيجة الأضرار التي لحقت بالنظام الصحي هناك، بسبب الحصار المستمر والعدوان المتكرر على القطاع، ما كان له تأثير مباشر على سكان القطاع .
وقال الحمادي إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار التعاون والتنسيق مع المنظمات الوطنية والإقليمية والعالمية في المجال الإنساني، بهدف توفير المساعدات الإغاثية وتنفيذ المشاريع التنموية لتحسين حياة المتضررين من الكوارث الطبيعية، لافتا الى أن من أهم هذه الجهات الشريكة الهلال الأحمر الكويتي، الذي سبق له التعاون مع نظيره القطري في العديد من المشاريع ذات الأثر التنموي طويل الأمد، مبينا في هذا الخصوص تنفيذ مشاريع موسعة في قطاعي الإيواء والرعاية الصحية للاجئين من ميانمار في بنغلاديش.
وأكد أن قطاع غزة يأتي على رأس أولويات الهلال الأحمر القطري، حيث يعمل هناك من خلال مكتبه التمثيلي الذي تأسس عام 2008، حرصاً منه على تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، خاصةً في ظل العدوان والحصار وإغلاق المعابر، مضيفا القول “لقد تُرجم هذا التدخل إلى أكثر من 80 مشروعاً فاقت تكلفتها 107 ملايين دولار أمريكي، وهي تغطي العديد من القطاعات الإنسانية مثل الإغاثة الطارئة، والصحة، والمياه والإصحاح، والتعليم، وخدمات ذوي الإعاقة، ودعم سبل كسب العيش، والإيواء.
من جهته قال الدكتور الساير إن الهلال الأحمر الكويتي يسعى دائماً إلى الوقوف بجانب مرضى السرطان، وخاصةً المرضى غير القادرين على تحمل تكلفة العلاج باهظ الثمن، مشيراً إلى أن الاتفاقية مع الأشقاء في الهلال الأحمر القطري تهدف إلى توفير الأدوية اللازمة لمرضى السرطان في قطاع غزة.
وثمَّن التعاون القائم مع الهلال الأحمر القطري في إطار الشراكة الإنسانية، مؤكداً أهمية التخفيف من معاناة المرضى غير القادرين على توفير الأدوية الحيوية التي تشهد نقصاً حاداً في قطاع غزة، مما يهدد بتوقف البروتوكولات العلاجية المقدمة لهم.
وأضاف أن قطاع غزة يعاني شحاً شديداً في أدوية السرطانات، مع زيادة عدد المصابين بهذا المرض، الذي يهدد حياة الكثيرين في حالة انعدام الرعاية الصحية اللازمة، معرباً عن بالغ شكره لبيت التمويل الكويتي على دعمه لهذا المشروع.
وأكد الدكتور الساير أن خطط الهلال الأحمر الكويتي في هذا الصدد تسير على قدم وساق بفضل تضافر الجهود والتعاون مع الهلال الأحمر القطري لتحقيق رسالتهما الإنسانية على الساحة الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة. وأعرب عن شكره وتقديره لأصحاب الأيادي البيضاء من المحسنين والشركات والبنوك الداعمة وكل الجهات التي تساهم في التخفيف عن المرضى.
وتابع “حجم المساعدات يزداد عاماً تلو الآخر، وحجم الجهود المبذولة كذلك يتضاعف، بفضل ثقة المجتمع والمحسنين في جمعية الهلال الأحمر الكويتي واستحقاقها لتلك الثقة. سوف نستمر في التزامنا بمساعدة الحالات المرضية من غير القادرين، سواء من خلال صرف الأدوية أم المساعدة بجزء من العلاج ، وشدد على أن العمل الإنساني والصحي والإغاثي يتطلب المزيد من الدعم لاستمرار جهوده لخدمة المحتاجين في دول العالم .
يذكر أن المشروع الذي سيتم تنفيذه بموجب هذه الاتفاقية يهدف إلى مساعدة 8644 مريضاً ومريضة مصابين بالسرطان في قطاع غزة، والحفاظ على استمرارية الخدمات العلاجية لهم في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، من خلال توفير الأدوية الحيوية التي يوجد فيها نقص حاد، مما يهدد بتوقف البروتوكولات العلاجية المقدمة للمرضى. بالإضافة إلى تخفيف العبء المادي عن كاهل مرضى السرطان وذويهم، وتوفير عناء وتكاليف السفر لتلقي العلاج في الخارج.
سيتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين مكتب الهلال الأحمر القطري في قطاع غزة ووزارة الصحة الفلسطينية، من خلال توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع بين الجانبين، ثم حصر واعتماد قوائم الأدوية المطلوبة، والتنسيق معاً بخصوص إجراءات طرح المناقصات العلنية، وترسية العقود، ومتابعة عمليات التوريد في المواعيد المحددة.
