



هل يفقد الإنسان الشغف؟
لربما دار في ذهنك أنك قد وصلت إلى نهاية طريق مسدود ، ذهاباً بلا عوده ، مع كثير من المحاولة صواباً كانت أم خطأ إلا أنه قد أصبح لديك شعور باللامبالاة .
تماماً كشمعة على وشك الإنطفاء ، كطفلٍ في نهاية موجه بكاء هستيرية ، أو قلمٍ قد اوشك على الجفاف .
شغفٌ أسود ملطخ في اليأس و الكآبه ، ااه كم هذا الشعور قاسٍ مؤلم وحزين ، من قنديل كبير مشتعل إلى أشباه عود ثقاب أوشك على الرحيل من نفخةٍ صغيرة .
أفكار تصارع رأسي أنت فاشل ، أنت بلا هدف ، ما أنجزت في حياتك يا هذا ، وصلت سن الثلاثين و بات العشرين صحراء قاحلة خالية من الإنجاز و التعب .
كيف اساعد نفسي بالخروج من هذه الدوامة ، لو ان ما مضى يعود ، تمنيت وقلت : لا مشكلة سوف أُعدل من نفسي و اصلحُ الحال ، فجأة ! جاء صوت من رأسي يقول : ما هذا الهراء أيها الجبان ، الآن سوف تصلحُ الدمار والكم الهائل من الركام ، إجلس إجلس فأنت فاشل لا محال .
تأملت قليلاً كلامه وقلت : حقاً أنا فاشل ؟ يا حسرتي على نفسي ، لم استعد لهذه الحياة بلا تخطيط أصبحت فارغة دون جهد ، جلست و وضعت يدي على خدي وقلت : فات الأوان ، لحظة لحظة يا إنسان تعال و اشركني في حزنك لم يحن فوات الأوان.
من أنت من أنت ؟؟ أنا معي صديقٌ واحد وهو الخذلان …
قالت لا بل أنا في جوفك العميق ، و لكنك كنت ترى الخوف و الحزن و لم تراني ، حمد لله أنك سمعتني هذه المرة فأنا احاول منذ زمن طويل ، لكن عقلك متمحور حول ذلك القوي اللئيم ،وانا ضعيفه هشه أحتاج إلى طاقة كي تراني .
من انتِ يا ترى ؟ قالت : انا الأمل أنا جوهرة الحياة تلك الشّجاعة التي تتشكل في لحظة ولكنها مع الأسف تمضي مسرعة ، احتاج منك ان تَثِقَ في نفسك و تحاول ولو بخطوة حتى تساعدني على أن أكبر في داخلك وابقى هناك في عيون لامعه و قلب أخضر و روحٍ ترقص و تتباها فرحاً بك ، ياااه كم مر وقتٌ طويل و لم أسمع هذا الكلام .
أشكركِ من كل قلبي يا ضوئي الرنان ، حمد لله انه ما زال هناك بصيص من أمل صغير ، سوف اصارع من أجل أن تبقي انتِ في جوفي و يرحل ذاك الشيطان .
فطريقي طويل و احبُ ان تزهر حياتي بحب كبير لنفسي وما اصنع من عرفان .
احسنت يا صديقي القديم ، و ابدأ في النظر لما كنت لا تراه حتى تركز على الاشياء التي تستحق .
معكِ حق ، يوم جديد هو هبه من الله ، بسم الله نبدأ .
