



حلم مزعج
أشرقت شمس الصباح ، و لكنها سوداءَ حارقة كلهيب النار ، فتحتُ عيوني و كنت أتوقع أنه النهار ، ولكن كنتُ في غرفةٍ صغيرة سوادها قاحل مليئة بالناس ، حالهم غريبة أين أنا يا ترى ؟ كيف أخرج من هذا المكان المخيف.
يبدو على وجوههم تعابير الحزنِ و الألم ، كُلُ واحدٍ منهم تعيسٌ أكثر من الآخر ، لا أُحبُ الأماكن المزدحمة همست في جوفي .
و لماذا الليل طويل ألم يحن وقتُ الصباح ؟؟ جاء صوتٌ من جانبي يقول : هااي أنت إخفض صوتك فإن سمعوكَ لن يرحموك ، فعجلةُ الحياة هنا تدور مسرعة كما ترى ولا ندركُ منها إلا العتمة و الخوف.
كانت عيوني تتحركُ يمنتاً و يسرى رُحتُ أمشي في بطئٍ شديد فوصلت إلى نافذةٍ صغيرة لربما لم ترى النور منذ عُقودٍ ، ظلامها دامس ، لكنني دققتُ النظر ، و إذ أرى رَجُلاً غَليظ الوجه ضخم الجسد و معه شيئٌ لا أستطيعُ رؤيته من إتساخ النافذة ، فركت عيوني أكثر و إذ هو شيئ يشبه الحبل ، طويلٌ جداً في نهايته خيالات لأجسام عاريةٌ ، العجزُ و اليأس يملئُ قلوبهم قبل الوجوه ، قفزت من مكاني ملبوس لا احتمل ما أرى وقلت : أيعقل انني في الجحيم !! و قد جاء يوم الدين ؟
جاء صوتٌ خَشِنٌ يقول : ألم أقل لكم أُريدُ أن أنام ، لا أُحبُ الكلام في مملكة الظلام فأنا هنا الآمر و الناهي و غيري هو ركام هاهاهاها .
فَزعتُ من الصوت كأنه ماردٌ في فانوس سحري ملعون ، أُريدُ الخروج ، قال : لا بل أنتَ حكمتَ على نفسكَ بالخلود ، رددتُ : من أنتَ و لماذا هؤلاء مكبدون بالقيود ؟؟
قال : يستحقون ذلك و أكثر .
جاء صوتي مستشيظاً غضباً و قلت : من أنتَ يا هذا حتى تحكم عليهم بالشقاء ؟ ما انتهيت من كلامي إلا وقد جائتني صفعةٌ على خدي من ألمها إرتطمتُ أرضاً بلا حراك .
قال الغول الكبير : أنا المسؤول عن هذه الأحداث ، أنتم كالحجارة أُحركُكم كيفما أشاء ( جُبناء) إذهب من هنا و إلا …
أخذتُ ألتقطُ أنفاسي بصعوبة و قلبي يعتصرني أما روحي سوف تخرج من جسدي ما هذا المكان المشؤوم .
ربّتَ على كَتفي رَجُلٌ لم أرى إلا هيئته و قال : في بداية الأمر كنا مِثلُك نريد الخروج ونحلمُ بحياة جميلة مُخلدون بالنعيم محررون من العبودية ولكن قوتهم و قلة حيلتنا سببت بأن نكون نقطة في بحر الظُّلام ، و هم كالوحوش ينهبون و يفجرون . قلت له : أليس لكم ألسنةٌ؟ كيف تقبلون الإهانة؟ قال : وما باليد حيله ، الرحمة عند رب الأرحام في حبٍ كبير يملؤ الأحضان .
هنا توجد روح يتلبسها الشيطان على هيئة إنسان و ضمائرهم تبخرت و أصبحت مركونة في زاوية كالغبار . فجأة استيقظت مفزوعاً على صوت شهقتي و قلت : الحمد لله كابوس فظيع ( لا حياة لمن ليس له روح تعيش في سلام ) .
ممتاز وللأمام
جميلة جدا 😍♥️
بالتوفيق
👏👏👏👏
ابدعتي ♥️♥️♥️♥️
ابدعتي 👏👏♥️♥️
ممتاز ما شاء الله ، تسلسل الاحداث رائع
رائعه جدا ❤️
ما شاء الله ، ابداااع ♥️♥️♥️
ما شاء الله رائعه
جميلة جدا، بالتوفيق وللامام
مقاله أكثر من رائعه الى الأمام
جميلة جدا، على الرغم من قصر المقالة لكنها مشوقة ومتقنة
أحببت لو كانت الجمل في الرواية على سجع واحد مثلا
“فَزعتُ من الصوت المجنون
كأنه ماردٌ في فانوس سحري ملعون
أُريدُ الخروج ،
قال : لا بل أنتَ حكمتَ على نفسكَ بالخلود
رددتُ : من أنتَ و لماذا هؤلاء مكبدون بالقيود ؟”
كنا مِثلُك نريد الخروج ونحلمُ بحياة بيضاء نضيفة كالثلوج
بالنعيم مُخلدون ومن العبودية محررون
بالتوفيق