photography of fall trees
بقلم: فاطمة حرزالله

الجو في الخارج عاصف وبارد سقطت الورقة الأولى من شجرة التفاح المطلة على نافذتي و ها قد حان فصل الخريف ، رحتُ أنظر من النافذة على أن أجدُ إشارة تريحني و تطفئ النار التي في جوفي ، أصفرٌ بني هكذا هي الحياة مع فصلي الكئيب أهلاً و سهلاً يا خريفي الحزين .

لا أسمع إلا صوت الهواء تتناثر الأوراق في الخارج ، أخذتُ كوبي الساخن و رحتُ أتأملُ من النافذة علّي أن أرى شيئاً يثير فضولي أو يريحني من تساؤلاتي ، في السماء كانت هناك غيمة وحيدة فقلت لها أنتِ غيمة العجوز الشمطاء ، لا يوجد غيرنا في المكان مع أوراق أشجار غاضبة من الهواء الذي تسبب في سقوطها بلا إستئذان .

لربما أنتِ و فصل الخريف سوف تكونوا الشاهد على أحداث حياتي،  معه بدأت ومعه سوف تنتهي قصتي ، إنكسارٌ أم إنهزام ، أو لربما حزنٌ أو تحدث معجزة و يصبح فرحاً طال إنتظاره.

و هل للطبيعة أحكام ، فيها رئيس ومرؤوس وقاضٍ وشهود عيان ؟؟

الإعلانات

هل تُسأل الشجرة ؟ قبل أن تبقى عارية بلا أوراق ، تسقط ورقةً تلو الأخرى  كأنها تنتزع أناساً  قد كانوا في حياتها و عاشوا سوياً طوال العام والآن نقرأ عليهم السلام ،  كم شخصاً مر من أسفلها وكم قصة قد سمعت وكم سراً قد خبئت كم جرحاً قد داوت ، للشجرة هموم أكبر من الإنسان .

 لربما كان هناك وعدٌ بالوفاء بين الأوراق على العهد باقون ولكن العهد قد حان و أصبحت وحيدة و جافة كفتاة استيقظت بعد ليلة  كانت مليئة بالبكاء جافة كغصن البان .

يليها بَرَدٌ بَرقٌ رَعدٌ ( مسكينة تتألم ) في قمة الإنكسار ألم يحن الوقت لأخذها في الأحضان ؟؟ متى وقت الإزدهار ؟

 للربيع النصيب الأكبر من الحب عدا عن كل الفصول ففيه تتسابق الأمال لتصبح حقيقة بعد طوفان قد أهلك الأخضر و وضع مكانه كل يابس قاسٍ نشعل فيه لهيب النار .

 مع قدوم فصل الحب و كل الألوان نستطيع أن نفتح النافذة بلا غبار بالأرجاء ولا بردٍ ولا رعدٍ وبرقٍ يخيف الأطفال ، سوف نعود بعد طول إنقطاع هذه هي دورة حياة الطبيعة .

ليتني شجرة ليذهب خريف عمري مع خيباتي و يحين وقت ربيعي ، وتتفتح براعمي و تتجدد أوراقي و يزورني الجميع بذاكرة جديدة و حياة بألوان وكل الرجاء .

الإعلانات

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading