الجو في الخارج عاصف وبارد سقطت الورقة الأولى من شجرة التفاح المطلة على نافذتي و ها قد حان فصل الخريف ، رحتُ أنظر من النافذة على أن أجدُ إشارة تريحني و تطفئ النار التي في جوفي ، أصفرٌ بني هكذا هي الحياة مع فصلي الكئيب أهلاً و سهلاً يا خريفي الحزين .
لا أسمع إلا صوت الهواء تتناثر الأوراق في الخارج ، أخذتُ كوبي الساخن و رحتُ أتأملُ من النافذة علّي أن أرى شيئاً يثير فضولي أو يريحني من تساؤلاتي ، في السماء كانت هناك غيمة وحيدة فقلت لها أنتِ غيمة العجوز الشمطاء ، لا يوجد غيرنا في المكان مع أوراق أشجار غاضبة من الهواء الذي تسبب في سقوطها بلا إستئذان .
لربما أنتِ و فصل الخريف سوف تكونوا الشاهد على أحداث حياتي، معه بدأت ومعه سوف تنتهي قصتي ، إنكسارٌ أم إنهزام ، أو لربما حزنٌ أو تحدث معجزة و يصبح فرحاً طال إنتظاره.
و هل للطبيعة أحكام ، فيها رئيس ومرؤوس وقاضٍ وشهود عيان ؟؟
هل تُسأل الشجرة ؟ قبل أن تبقى عارية بلا أوراق ، تسقط ورقةً تلو الأخرى كأنها تنتزع أناساً قد كانوا في حياتها و عاشوا سوياً طوال العام والآن نقرأ عليهم السلام ، كم شخصاً مر من أسفلها وكم قصة قد سمعت وكم سراً قد خبئت كم جرحاً قد داوت ، للشجرة هموم أكبر من الإنسان .
لربما كان هناك وعدٌ بالوفاء بين الأوراق على العهد باقون ولكن العهد قد حان و أصبحت وحيدة و جافة كفتاة استيقظت بعد ليلة كانت مليئة بالبكاء جافة كغصن البان .
يليها بَرَدٌ بَرقٌ رَعدٌ ( مسكينة تتألم ) في قمة الإنكسار ألم يحن الوقت لأخذها في الأحضان ؟؟ متى وقت الإزدهار ؟
للربيع النصيب الأكبر من الحب عدا عن كل الفصول ففيه تتسابق الأمال لتصبح حقيقة بعد طوفان قد أهلك الأخضر و وضع مكانه كل يابس قاسٍ نشعل فيه لهيب النار .
مع قدوم فصل الحب و كل الألوان نستطيع أن نفتح النافذة بلا غبار بالأرجاء ولا بردٍ ولا رعدٍ وبرقٍ يخيف الأطفال ، سوف نعود بعد طول إنقطاع هذه هي دورة حياة الطبيعة .
ليتني شجرة ليذهب خريف عمري مع خيباتي و يحين وقت ربيعي ، وتتفتح براعمي و تتجدد أوراقي و يزورني الجميع بذاكرة جديدة و حياة بألوان وكل الرجاء .
اكتشاف المزيد من News-human media
اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.