


ينظّمُ الهلال الأحمر القطري معرضًا متنقلًا تحت عنوان (المبادئ الإنسانية: اليوم قبل الغد) يناقش ثقافة القانون الدولي الإنساني، وتوعية أفراد المجتمع بأهم القضايا المعاصرة في مجال العمل الإنساني، ويستمر حتى يوم 6 ديسمبر المقبل في عدة مواقع بالدوحة، بدءًا من المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» وتكون محطته الأخيرة في مقر الهلال الأحمر القطري.
وقال سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري في كلمته بهذه المناسبة: «حرصًا منا على تأكيد أهمية هذه المبادئ، وتحت شعار «اليوم قبل الغد» ارتأينا مع سفارة سويسرا، الراعية لاتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها الإضافية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الضامنة لتعزيز ونشر القانون الدولي الإنساني، أن نتعاون وننسق على نهج إعلاء المبادئ الإنسانية».
ونوّه إلى أنّ الهلال الأحمر القطري -كجمعية وطنية- وشركاءه في الحركة الإنسانية الدولية، التي تضم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر يعملون تحت مظلة، وَفقًا لمنظومة المبادئ الأساسية السبعة المتجذرة في تاريخ عملهم الإنساني وهي: الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلالية، الوحدة، والخدمة التطوعية والعالمية.
من جهته، قال سعادة السيد إدغار دويريغ سفير سويسرا لدى الدولة: إن اتفاقيات جنيف التي خرجت إلى النور في بلاده، تمثل جوهر القانون الدولي الإنساني، لافتًا إلى أن مدينة جنيف، التي أطلق اسمها على الاتفاقيات، تعد المركز العالمي للجهود الإنسانية، وهي أيضًا مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجهة الراعية للقانون الدولي الإنساني.

ولفت في سياق ذي صلة، إلى أن سويسرا تعهدت أثناء منتدى اللاجئين العالمي عام 2019 في جنيف بإنشاء مركز جنيف العالمي للتعليم في حالات الطوارئ، الذي تأسس رسميًا بتاريخ 25 يناير من العام الجاري، لافتًا إلى وجود ما يزيد على 127 مليون طفل في مناطق النزاعات والأزمات الإنسانية محرومين من التعليم، وأكثر من 40 بالمئة من النازحين البالغ عددهم 80 مليون شخص هم من الأطفال، مبينًا أن سويسرا تسعى من خلال التزامها الدائم في هذا المجال إلى البحث عن حلول متعددة القطاعات للأطفال في حالات الطوارئ، والتي غالبًا ما تكون للأسف نزاعات مسلحة.
وألقت سعادة السيدة شيرين بوليني رئيسة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر كلمة، عبرت فيها عن سرورها بمشاركة اللجنة في هذا المعرض، وشكرت الهلال الأحمر القطري لربطه هذه الفعالية بالتعليم أثناء النزاعات المسلحة، ما سيُساهم في جذب الانتباه إلى ضرورة حماية التعليم أثناء النزاعات المسلحة أو غيرها من حالات العنف.
وأكّدت أنّ تعزيز التزام القانون الدولي الإنساني بحماية التعليم وترسيخ احترام الالتزامات المنبثقة عن القانون الدولي الإنساني التي تحمي استمرارية التعليم، يعد عنصرًا أساسيًا في جهود اللجنة الدولية للتأثير على سلوك الدول، لا سيما أن القانون الدولي الإنساني هدفه ضمان استمرار التعليم، وحماية الطلاب والعاملين في سلك التعليم والمدارس والمرافق التعليمية الأخرى في حالات النزاعات المسلحة، بينما تعني حماية التعليم أيضًا ضمان وجود القوانين والسياسات والعقيدة العسكرية والتدريب لتوجيه سلوك حاملي السلاح.
وقدّمَ الدكتور فوزي أوصديق رئيس العلاقات الدوليّة والقانون الدوليّ الإنساني بالهلال الأحمر القطري من جهته استعراضًا عامًا للمبادئ الأساسية السبعة الموجهة للعمل الإنساني الدولي، مبينًا مدلولاتها وتطبيقاتها بالنسبة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني، خاصةً في مناطق النزاعات.
يقام المعرض بالتعاون مع السفارة السويسرية في دولة قطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما ستُقام على هامشه ورش عمل حول القانون الدولي الإنساني وستعرض العديد من الإصدارات القانونية والإنسانية المختلفة.
