


أطلق الهلال الأحمر القطري برنامج الكشف والتدخل السمعي المبكر للأطفال حديثي الولادة بقطاع غزة وذلك بعقد ورشة عمل حضرها ممثلو الجهات الشريكة في البرنامج وهي وزارة الصحة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الصحية والجهات المعنية بالإعاقة في محافظات القطاع.
في بداية الورشة أوضح الدكتور أكرم نصار، مدير مكتب الهلال الأحمر القطري التمثيلي في قطاع غزة، أن إطلاق هذا البرنامج يأتي نتيجة لعمل دؤوب بدأه الهلال الأحمر القطري منذ أكثر من 3 أعوام، لتقديم خدمات التدخل والكشف السمعي للأطفال حديثي الولادة داخل مراكز الرعاية الصحية الأولية لأول مرة في قطاع غزة، ما يزيد فرص تأهيل الفرد واندماجه في المجتمع، وتقليص تكلفة التأهيل إلى حدها الأدنى.
وأشار إلى أن النجاح الحقيقي يكمن في تصميم البرنامج وربطه بعملية التطعيم في 10 مراكز للرعاية الصحية الأولية تابعة لكلٍّ من وزارة الصحة ووكالة (الأونروا) لتحقيق التغطية المثلى والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحالات، تمهيداً لتحويله إلى برنامج وطني شامل يغطي كافة مراكز القطاع في المستقبل.
وأكد حرص القائمين على المشروع، وفي مقدمتهم وزارة الصحة، على إعداد بروتوكول وطني للكشف السمعي ليكون مرجعاً للعاملين في هذا المجال، فضلا عن تطوير برنامج محوسب يربط كافة المراكز التي تنفذ أنشطة المشروع، لضمان التواصل الفعال وإدارة وحفظ وتحليل البيانات، بما يسمح تزويد صانعي القرار بالمعلومات اللازمة لرسم وتطوير السياسات الصحية خلال الفترة المقبلة.

من ناحيته أكد الدكتور عبداللطيف الحاج، مدير عام التعاون الدولي بوزارة الصحة الفلسطينية، أن الوزارة تواصل عملها بالشراكة مع الهلال الأحمر القطري لإنجاح هذه التدخلات النوعية، ومنها تدريب الطواقم المحلية في مراكز الرعاية الصحية الأولية على طرق الفحص المبكر، وتجهيز المراكز بالأجهزة والمعدات السمعية اللازمة للفحص، كي تساهم هذه التدخلات في الكشف المبكر عن الحالات التي تعاني من الإعاقة السمعية، وبالتالي تسهيل عملية التأهيل والدمج المجتمعي.
وفي كلمة حول واقع الإعاقة السمعية في قطاع غزة، استعرض السيد نعيم كباجة، المدير التنفيذي لجمعية /أطفالنا للصم/ بغزة أبرز أوجه المعاناة التي يعاني منها ذوو الإعاقة السمعية في القطاع، ومنها العيش في ظروف اقتصادية صعبة بسبب الحصار والحروب المتكررة، وما ينتج عنها من صعوبة كبيرة في التكيف والاندماج، لافتاً إلى أن الكشف المبكر عن الإعاقة السمعية يساهم في ضمان تحقيق التأهيل والتدريب والمعالجة التي تحقق نمواً سليماً للأطفال ذوي الإعاقة السمعية، معتبرا البرنامج خطوة جادة نحو تأسيس نظام مميز للكشف والفحص السمعي في قطاع غزة.
واستعرض مكتب الهلال الأحمر القطري في غزة خلال الورشة عدداً من تدخلات البرنامج، ومنها مخرجات مشروع تجهيز 10 وحدات للكشف السمعي المبكر في مراكز الرعاية الصحية الأولية بقطاع غزة، وخطة المشروع الحالي للتدخل المبكر للإعاقة السمعية لدى الأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة.
جدير بالذكر أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ حوالى 647,000 دولار أمريكي، وهو يأتي ضمن برنامج الهلال الأحمر القطري لدعم ذوي الإعاقة السمعية، ويشمل إجراء عمليات زراعة قوقعة الأذن للحالات التي يتم اكتشافها ضمن الكشف المبكر. كما يأتي تنفيذه استكمالاً لتدخلات سابقة أبرزها مشروع دعم خدمات الإعاقة في قطاع غزة، والذي شمل عدة عناصر منها تأهيل الأطفال زارعي قوقعة الأذن، وكشف الإعاقة السمعية في رياض الأطفال، وتمكين ذوي الإعاقة السمعية من الوصول إلى التعليم الجامعي، والمسح الشامل للإعاقة في قطاع غزة، وتطوير قاعدة بيانات لذوي الإعاقة هناك.
