



خرجت مسرعة من خلف قضبان الحديد أتنفس الصعداء انظر خلفي لعل احداً منهم سوف يعيدني إلى هناك ، همست في نفسي أين انا؟ يا له من هواء نقي يخلو من نجاسة ذاك السجن ، خرجت على الرغم من أنني لا أعرف إلى أين سوف أذهب ؟ فأنا بالنسبة لهذا المجتمع غير مرغوبة و ينظرون إلي على أنني عارٌ عليهم ، كلما رمقني أحدهم إنتابتني قشعريرة و تذكرت ذلك اليوم الذي أُجبرت على أن أُضطهد من هذا المجتمع ولم يقف بجانبي أحد فقط بسبب العار الذي سوف ينزل عليهم ، بينما سوف يحكم علي بالإعدام طوال حياتي .
كُنت في سن النُضج، هذا السنُ الذي لا تعرف فيه الفتاة إذا أرادت أن تكون كبيرة أم صغيرة ، يصبح تغيير من كل النواحي ، جسدها ، أفكارها و يؤثر عليها رأي الجميع تريد أن تظهر أمامهم في أبهى حلة ، تماماً كالزهرة التي تتفتح أوراقها ورقةً ورقة ، في كل ورقةٍ يُخبأ لها شيء يختلفُ عن الأُخرى.
كُنت أتوقع أن حياتي سوف تكون في غاية السعادة عندما يحين دوري في النضج ، لم أكن أتوقع يوماً ما أن أُظهِر قوتي على أحدٍ منهم لكي أُدافع عن نفسي ، و لكن عندما خلق الله تعالى جل جلاله الزهرة ولديها أشواك ؛ وكان على علم أنه سوف يأتي من يقطفها .
الفتاة التي تشبه الزهرة في كل صفاتها ذات الرائحة الطيبة يقطفها كل من أعجبته .
أما الرجل ، هذا الذي يعتقد أن كبريائه يطغى على الجميع و يأخذ ما يريد من دون دفع ثمنٍ ، لهذا لم أبق فترة طويلة في هذا العمر ، الذي إن أراد المرء يستطيع أن يتحكم في أحداثه و يتجنب الخطأ منها .
قُطفت ولم أَعد أُزهر بسبب هذه القطفة ، ذَبلت ، كُسرت كالزجاج الذي لا يستطيع أحدٌ إعادته كما كان ، واأسفاه على نفسي من خطأ شنيع إرتكبته بسبب حماقاتي فلو علمت أن هكذا ستكون الورقة الأخيرة من زهرتي لما نزعتها .
هذه رسالة مني أنا لكي تكوني أكثر حذراً من أن تسمحي لأحد من قطفكِ و ينزعكِ من جذوركِ فعلى الرغم من جمال الزهرة إلا أنها تَذبُلُ عند القطفة الأولى .
