


هو من الشخصيات التي صمدت وصبرت وكافحت وكان لديه يقين بنفسه و عرف قدرها.
يمتلك عقلاً واعٍ قادر على احترام الفكرة والعمل عليها وتطويرها ليصل بإنجازاته إلى عمق معنى النجاح، فالاهتمام والرغبة والإصرار رفقاء دربه.
ترعرع “المطيري” في مزرعة والده رحمه الله في ( الحومة ) وتعلم الابتدائية بــــ”الصلحانية” بالمدينة المنورة، والمتوسط بـــ”الرس” بالقصيم والثانوية بــــ”تبوك” والجامعة بـــ”الرياض” وواصل مشواره التعليمي والعملي خدمةً لأمته ، تقاعد مبكراً.
عمل كاستشاريٍ للجودة والتميّز المؤسسي، ومدربٍ وناشطٍ في الأعمال التطوعية، وأسس قناة التميّزوالإتقان على مستوى الوطن العربي

- الدكتور محمد المطيري استشاري الجودة والتميز المؤسسي ما الفرق بينهما ؟ ( الجودة ، التميز المؤسسي).
“الجودة” تعني تجويد العمل أو الخدمة ضمن معايير ومبادئ وأسس ، و”التميّز المؤسسي” ذروة سنام الجودة وهو أن تعمل المنظمة بأفضل معايير الجودة والإتقان في جميع أجزائها وأن تستفيد من إبداعات وابتكارات أعضائها وتوظفها بطريقة سليمة.
- على من تقع مسؤولية تحقيق الجودة في المنشأة الإنتاجية ؟
تقع مسؤولية الجودة على الجميع بدءً بالقيادة العليا وجميع أفرع القيادة ومروراً بجميع العاملين في المنظمة فالجودة مسؤولية الجميع.

- كيف يمكن للمؤسسات المختلفة أن تصنع التميز وتحقق الجودة الشاملة في الأداء المؤسسي؟
يمكنها ذلك من خلال تطبيق معايير الجودة والتميّز المؤسسي والالتزام والشفافية والحوكمة.
- كيف تعملون على مواكبة صناعة “التميز المؤسسي” في ظل التطور الكبير والمتسارع في الثورة التكنولوجية ؟
نعمل من خلال استثمار الثورة التكنولوجية التي خدمت تطبيقات الجودة والتميّز المؤسسي ويسرته ومن ذلك الأتمتة واستخدام أفضل التقنية مما جعل الجودة تتنقل في أجيال فهي في جيلها الرابع تعتمد على الثورة التكنولوجية المتقدمة، وتتطور بتطور المعطيات والتكنولوجيا.
- المؤسسات في كل دولة تصنف لثلاث ( القطاع العام “الحكومي”، القطاع الخاص، القطاع الغير ربحي ) فكيف يتم إعداد خبراء في مجال التميز المؤسسي داخل كل قطاع؟
الخبراء يتم تأهيلهم على مبادئ ومعايير وقيم الجودة والتميّز المؤسسي ، ويتم تطبيقها على أي قطاع حسب نشاط وتخصص القطاع، بحيث تخدمه خدمة وافية.
- نشر وتعزيز ثقافة “التميز المؤسسي” بين إدارات وأقسام وأفراد المؤسسة الواحدة ليس بالشيء السهل فكيف يتم تحقيق هذا الأمر؟
قبل تطبيق أي عمل لابد من بذل الجهد في نشر التوعية ويتم ذلك من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية وورش العمل والإشراف المباشر على التنفيذ.
- هل هناك علاقة بين مستوى الجودة وتكاليف التصنيع ؟ ماهي؟
نعم هناك علاقة فالعمل بجودة عالية لا يزيد التكاليف بل هو استثمار، فتكاليف الجودة تعرف بأنها تكاليف عدم تطبيق الجودة وبالتالي تصنيع بضاعة سيئة يتم رفضها فيضطر المصنع إلى إعادة التصنيع وهذه التكلفة هي التكلفة السلبية، أما التكلفة الإيجابية والتي لا تتعدى 2-4 % من ميزانيات المنظمات فهي تكلفة التدريب وشراء برامج وتمكين العاملين.. والتكلفة السلبية تقدر بما نسبته 15- 50% من ميزانية المنظمة.

- نسمع دائما عن وجود جائزة “التميز” ، ماهي؟
جوائز “التميّز” هي جوائز تمنح للمنظمات التي تطبق معايير التميّز الخاصة بالجائزة وتمنح لأفضل منظمة أو منظمات طبقت المعايير وتميزت عن المنظمات المشاركة معها في نفس القطاع.
- هناك منهاجية ” إتقان ” حدثنا عنها؟
نعم للإتقان منهجية تطبيق معايير التميّز في المنظمات حسب التخصص والقطاع، وإتقان الشيء يعني إنتاجه أو تقديمه بجودة عالية تشمل سلامة المنتج أو الخدمة وجعله يتناسب مع القيمة التي قدمت فيه وتشمل قلة هدر الموارد، والاستثمار الأمثل للإمكانات، وتقليل زمن تقديم الخدمةأوالإيفاء بمتطلبات العملاء، وطريقة تقديم الخدمة أو المنتج لهم. وأخيراً إرضاء المستفيد وإسعاده.
- من هو “خبير التميز” في المؤسسة ؟
“الخبير” هو الذي يملك المهارة والقدرة على فهم المعايير والمتطلبات والأداء وطريقة تقديمها لطالبها، ويفهم متطلبات كل معيار، وكيفية الارتقاء في تطبيقه وتقليل الفجوة بين متطلبات معايير التميّز (جوائز التميّز ) والوضع الفعلي في المنظمة وكيف يرتقي في التطبيق.
- ما العلاقة بين ” التميز والاستدامة ” ؟ والعلاقة بين ” التميز والابتكار ” ؟
التميّز والحفاظ عليه يؤدي إلى الاستدامة وضمان استمرار المنظمة من أداء المناط بها واستمرار عطائها حتى في حالة تغير الظروف أو وجود جائحة وتقليل الخسائر.
أما العلاقة بين التميّز والابتكار فهي علاقة طرديه وأساسية فالتميّز الحقيقي يبنى على الابتكار والإبداع الذي يستطيع افراد المنظمة صنعه مما يؤثر على تقليل زمن الانتاج أو تقديم الخدمة أو خفض التكاليف واستثمار الإمكانات المتوفرة لدى المنظمات.
- خلال سنوات خبرتكم في هذا المجال ما هي أبرز المحطات التي توقفتم عندها؟
جائزة الملك عبد العزيز للجودة KAQA وكانت فكرة ، فقمنا بتشكيل فرق العمل من أصحاب الخبرات ، وإعداد المعايير واللوائح بعد دراسة النماذج العالمية المشابهة ، فتح ذلك عندي مجال الدراسات العليا لتطوير الجائزة وخدمتها، فحصلت على الماجستير في هذا الجانب ، ثم كلفت بتمثيل المملكة في إنشاء الجائزة العربية للجودة AQA ورأست لجنة الخبراء العرب لكون المقترح السعودي اعتمد كنواة للجائزة العربية للجودة ومثلت الجائزة في عدد من المحافل الدولية ، مما أعانني على دراسة الدكتوراة لتطوير نماذج التميّز ودوها في تطوير المنظمات لأنني لمست ذلك من خلال إشرافي على الجائزتين السعودية والعربية ورعاية دوراتها في وطني ولمست تأثير نماذج التميّز على المنظمات والتطوير الكبير الذي صنعته.

- نريد الحديث عن قناة التميز والاتقان متى وكيف انطلقت ؟ ومن هم أعضاء هذه القناة؟
القناة امتداد لاهتمامنا بالتميّز والإتقان الذي بدء بالجائزة الوطنية للجودة ثم الجائزة العربية للجودة، ثم شرعت في مبادرة للمنظمة التي عملت بها لإنشاء مركز خادم الحرمين الشريفين للتميّز والإتقان، وأنهينا مراحل في تأسيسه، وحالت الظروف دون إتمامه إذ عزمت على التقاعد المبكر، فأتممت العمل بجهود ذاتية، وبدعم وتأييد ومثابرة من فريق إدارة القناة المبدعين من الجنسين، والذين أبهر عملهم متابعيه وبحمد الله بدأ محلياً وما أن برز حتى أصبح منصة عربية تستقطب الخبراء وتصنع الخبرات وتنشر المعرفة في كافة المواضيع الحياتية، ومن نجاحات القناة تنويع الشراكات مع المنظمات المتميّزة ومنها الإعلام الإنساني الرائع الذي قدم لنا خدمات إعلامية تذكر فتشكر ونحن في تعاون مستديم معهم بإذن الله، وتعاوننا مع كيانات متعددة في الوطن العربي تم تكريم بعضاً منهم في احتفال المئوية وهو إتمام اللقاء رقم 100 من لقاءات إضاءات التميّز والإتقان التي تقدم كل أحد وكل أربعاء من كل أسبوع بعد العشاء وتنقل وتوثق عبر موقع القناة على اليوتيوب والزووم .
- الدور الذي تقوم به قناة التميز والاتقان في المجتمع ؟
الدور الذي تقوم به هو نقل الخبرة وتنوير الشباب وصناعة القيادات والقدوات في المجتمع وتسليط الضوء على كافة المواضيع الحياتية وتشمل الجودة والإدارة والتاريخ والإعلام والأسرة والمجتمع والتعليم والصناع والخدمات والتعامل مع الآخر وغيرها.
- بعيداً عن العمل المؤسسي كيف يقضي الدكتور محمد المطيري وقته؟ وما هي اهتماماته؟
بحمد الله محمد خدم وطنه خمس سنوات في القطاع الخاص و30 سنة في الحكومة وتقاعد مبكراً ليستمر العطاء التطوعي والتدريبي والاستشاري والدعم اللوجستي عبر ديوانية قصر الحومة الثقافي وقناة التميّز والإتقان وعبر الفرق والأعمال التطوعية وإجابة دعوة الراغبين في نقل الخبرة ، مما جعلني إلى حدٍ ما أقصر في رعاية أبنائي ولكن عوضته بتقديم خدمة لهم ولأمتي ولعل في ذلك صناعة الأثر .
- كلمة أخيرة توجهونها للقرآء ؟
الكلمة الأخيرة على كل منا استثمار شبابه وحياته في التطوير والتعلم والبحث عن العلم ، والتفاني في خدمة دينه ووطنه وأمته، وعليه قبل أن يرحل من الحياة أن يسعى إلى نقل الخبرة وتعليم الآخرين وصناعة الأثر واحتساب الأجر.
ولعل ذلك يتمثل في حكمة أؤمن بها وأسعى إلى نشرها مفادها “عش ممتليء ومت فارغ”.

بالتوفيق دكتور محمد
الله يوفقنا واياكم ، والشكر موصول للاعلام الانساني وجهوده الراقية وللدكتوره اريج نابلسي