اقترب موعد ميلادي ، انا مسرورة جداً ، لا لا لا لا ، لحظه نسيت أن اعرفكم بنفسي اسمي فرح و عمري خمس سنوات ، في عيد ميلادي القادم سوف اصبح ستة سنوات ، رقم كبير ستة ، وعدتني أمي أنها سوف تشتري لي ثوب يشبه ثوب الاميرات في أفلام الكرتون ، متحمسة جداً لهذه الحفلة .
يوم الخميس سوف أذهب للروضة و أحضر معي قالب حلوى كبير و نحتفل انا و صديقاتي في المدرسة ، أما في المنزل سوف ذهب إلى منزل جدي و جدتي و هناك سوف تقام لي حفلة كبيرة كما فعلوا بعيد ميلادي الخامس .
أشعر أني أصبحت كبيرة ، في عمر الستة سنوات سوف أفعل اشياء كثيرة مثلاً سوف أذهب إلى المدرسة و أصبح بالصف الأول ، و سوف تأتي خالتي سوزان من السفر و سوف ألعب مع أولادها ، و من ثم العيد يا سلام ، أحب العيد .
طلبت من أخي سامي أن يخبرني ما هي الهدية التي سوف يعطوني إياها ولكنه قال أنها مفاجئة …
في صباح يوم الخميس لم أسمع لا ضجه ولا ازعاج و لا احداً يقول عيد ميلاد سعيد كأن الجميع نسي ان اليوم هو عيدي .
قررت أن أذهب لأمي و أخبرها، فقلت لا لا سامي أفضل ، ذهبت إلى سامي و اذا هو غارقٌ في النوم ، اوووه أين الحفلة أين الكعكة ؟؟؟
سوف أفتح الثلاجة أكيد ماما تضع قالب الكعكة هناك ، فكانت فارغة ، عدتُ إلى غرفتي و أنا حزينة ، فكرت و قلت إنه يمكن ان تأتي أمي بالكعكة للمدرسة ، ذهبت إلى المدرسة و طوال اليوم و انا افكر في شكل الكعكة و شكل الهدية التي تنتظرني و كيف سوف تكون الزينة و هل أصدقائي سوف يرقصون معي و كم هدية سوف يحضرون لي .
مر اليوم وانا احلم و احلم ، جاء وقت الاستراحة و انتهت و عدنا للصف ، ولكن أين أُمي؟؟!
سألت المعلمة: متى وقت المغادرة؟؟ قالت : بعد قليل ، حقاً ؟؟ و الحفلة قلت لها ، قالت : لا يوجد حفلات اليوم يا فرح .
و جاءت أمي لتأخذني كنت حزينة جداً و أخذت أبكي بالسيارة فقالت أمي: لماذا تبكين يا فرح؟
قلت لها أمي تذكري ألا يوجد شيء يجب عليك أن تتذكريه قالت : لا مثل ماذا ؟؟
قلت لها : لا شيء ، و عدنا للمنزل و حل المساء ، ذهبت لسامي
و قلت له : سامي أين كعكتي و هديتي؟؟؟
قال : هدية امممم، لماذا تريدينها؟
قلت له : اليوم عيد ميلادي و لم يتذكرني أحد ، و أخذت اصرخ و أبكي ، جاءت أمي مسرعة على صوتي تقول فرح ماذا بكِ هل ضايقكِ سامي ؟
قلت لها : لماذا لم يتذكرني أحد ،اليوم هو عيد ميلادي ، و أخذتُ أبكي مجدداً
ضمتني أمي و قالت يا حبيبتي اليوم هو الأربعاء و عيد ميلادكِ يوم غد الخميس ، لربما انتِ أخطأتِ في حساب الايام ، انتِ فرحةُ الدار كيف ننساكِ يا قطعة السكر .
حقاً اليوم الأربعاء، و رحت اضحك بصوت مرتفع ههههه صحيح الأربعاء، حمد لله عيد ميلادي يوم غد ولم ينساه أحد.
أُحبكِ أمي ، وانا اعتذر يا سامي آسفه، قال سامي : كل عام وانتِ بألف خير يا فرح ، نحن نحبكِ كثيراً .
في صباح اليوم التالي ، استيقظت فرح و كان الجميع فوق رأسها سامي و ماما و بابا
قالو جميعاً : عيد ميلاد سعيد يا فرح ، هذه هديتك و اليوم سوف نحتفل مع بعضنا البعض .
قفزت فرح على السرير و أخذت تغني: عيد ميلادي عيد ميلادي ، و من ثم فتحت الهدية و كانت في علبة جميلة فيها ثوب ذو لون أزرق و عليه خرز على شكل قلب حب و معه ايضاً حذاء جديد و حقيبة صغيرة .
نظرت فرح للهدية و عيونها مفتوحة و قالت : وااو جميلة ، شكراً لكم أنا أُحبكم جداً.
احتفلت فرح بالروضة مع صديقاتها و تناولوا الكعكة اللذيذة .
و عندما عادت للمنزل كانت الزينة معلقة في كل مكان و الطاولة كبيرة جداً و قالب الكعكة على شكل الأميرات التي تحبهم فرح و كل صديقاتها متواجدين في المنزل غنوا سوياً و أكلوا من الحلويات و لعبوا ثم حل المساء و عاد الجميع لمنازلهم هكذا انتهى يوم الخميس . و نامت فرح سعيدة ألقاكم في عيد ميلاد جديد .
