د. أريج النابلسي
[quads id=1]

رغم المحاولات الجادة والتشريعات الأممية، إلا أن المجتمعات لا تزال تسجل أرقاما مفزعة للعنف ضد المرأة، فثلث النساء في العالم تعرضن لعنف جسدي أو جنسي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

فمفهوم العنف ضد المرأة عبارة عن مظلة واسعة تضم تحتها أشكالاً مختلفة متنوعة من الممارسات، تتجدد وتستحدث بتطور وسائط التعامل معها.

وتعرّض المرأة للعنف سواء من الزوج أو الشريك، لفظيا ومعنويا أو جسديا، ليس حكراً على مجتمعات بعينها، لكن الفرق هو في كيفية تعامل القانون مع مرتكب التعنيف، ومستوى المساعدة المقدمة للضحايا.

إن جرائم العنف ضد المرأة وأضرارها في المجتمعات في ازدياد ورغم  انتشارها الواسع عالمياً إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الندوات الدولية والأبحاث والدراسات التي تطرقت لهذا المجال، ومن الواجب أن نقوم بتسليط الضوء على مشكلة جرائم العنف ضد المرأة وأضرارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع  وليس فقط ذكر الإحصائيات وأعداد النساء المعنفات أو التطرق لأنواع العنف ومظاهره.

يعتبر العنف ضد المرأة إنتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان  إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة، لذا نجد أن الحركة النسوية العالمية أصبحت تربط قضايا حقوق المرأة بقضايا حقوق الإنسان، حيث أن العنف ضد المرأة له عواقب وخيمة  في كافة نواحي حياتهن، فهو يؤثر على صحتها، ويعيق قدرتها على المشاركة بشكل كامل في المجتمع، كما يحول دون تمتعها بحقوقها، عدا كونه مصدر معاناة جسدية ونفسية كبيرة لهن ولعائلاتهن على حد سواء، فقضية العنف ضد المرأة أصبحت أكبر من مجرد مشكلة اجتماعية أو مسألة أسرية خاصة بل هو قضية خطيرة تخص جميع قطاعات المجتمع، فهو شكل من أشكال التمييز والانتهاك الذي يرتكبه المجتمع الدولي للحقوق الإنسانية.

 وفي كل عام وبالتحديد في اليوم العالمي للعنف ضد المرأة نجد الشعارات التي تحمل بداخلها الشروحات لمعاني العنف ضد المرأة وأشكاله، والحملات التي تنادي بدعمها  وبنبذ العنف وتسليط الضوء على أسبابه، والعبارات التي قد تنتشر وتدور حول مدى تعاطف الجميع مع المرأة المعنفة، وتتكاتف الجهود لتضمين قضية مناهضة العنف ضد المرأة كجزء أساسي من التشريعات والخطط والسياسات الدولية.

فنشر التوعية وإيجاد برامج توعوية في مؤسسات المجتمع عن أهم الآثار الناجمة عن جرائم العنف ضد المرأة والعوامل والأسباب المؤدية إلى انتشارها في المجتمعات أمر في غاية الأهمية، لأن العنف ضدها يمثل أزمة عالمية موجودة بالفعل تزدهر على حساب الأزمات الأخرى.

والجدير بالعلم أن النزاع والكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ وانعدام الأمن الغذائي وانتهاكات حقوق الإنسان، جميعها أمور تسهم في عيش النساء والفتيات في ظل إحساس بالخطر، حتى داخل بيوتهن، أو أحيائهن أو مجتمعاتهن المحلية.

ولكن هناك أسباب واضحة تقف بشكل مباشر وراء العنف الموجه ضد المرأة ومن أهمها:

  • أسباب اجتماعية:
  • فالمشكلة الأساسية في تركيبة المجتمع ومجموعة المعتقدات والعقائد المنتشرة والتي تحولت إلى معايير سائدة.
  • أسباب سياسية:
  • فعلى الدول إيجاد قوانين رادعة وعقوبات صارمة اتجاه مرتكب العنف وتجريمه، وألا تغفل في سياستها عن وضع برامج توعوية ومؤسسات متخصصة لحماية المرأة من العنف.
  • أسباب اقتصادية:
  • فالفقر والظروف الاقتصادية الضيقة، وانتشار البطالة في المجتمعات من العوامل الأساسية في ممارسة العنف ضد المرأة.
  • أسباب نفسية:
  • حيث ترجع من الأساس إلى التنشئة الاجتماعية منذ الطفولة.

وكما نعرف فإن مشكلة جرائم العنف ضد المرأة لها أضرارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات نلخصها فيما يلي:

الآثار النفسية:

  • تفقد المرأة المعنفة التركيز الفكري في أمورها الحياتية.
  • تشعر المرأة المعنفة بحالات من الاكتئاب والقلق والتوتر في معظم المواقف.
  • إن ممارسة العنف الجنسي والجسدي واللفظي على المرأة يعمل على زيادة حالات التوتر والضغط.

الآثار الاجتماعية:

  • العنف الأسري يهدد الكيان الاجتماعي للفرد.
  • يؤثر استخدام العنف الأسري على العلاقات الاجتماعية وينشر العداوة والحقد.
  • العنف داخل الأسرة يعمل على التفكك الأسري.
  • العنف الأسري يزيد من حالات العنف على مستوى الأسرة والمجتمع.
  • العنف الأسري وسوء العلاقات يرفع من حالات الإدمان.

الآثار الاقتصادية:

  • إن تكلفة العلاج الناجمة عن العنف تقطع جزءاً كبيراً من دخل الأسرة فيمثل عبئاً اقتصادياً عليها.
  • إن ممارسة العنف تؤدي إلى انخفاض إنتاج الفرد في عمله.
  • إن ظاهرة العنف في المجتمع تشكل عبئاً كبيراً على الدخل القومي.

ومن هنا نجد أن المشاكل المترتبة على العنف وخيمة وأضرارها كبيرة والسعي للحد من هذه الظاهرة و إيجاد الحلول ونشر التوعية ووضع برامج لمناهضة العنف ضد المرأة أمر في غاية الأهمية ولا بد من التفكير الجدي فيه.

ومن الحلول التي قد تحد من هذه الظاهرة:

  • التربية والتنشئة السليمة منذ الطفولة.
  • وضع مناهج دراسية تُعرف بالعنف وأخطاره وآثاره السلبية على المجتمع.
  • العمل على نشر المبادئ والقيم الإنسانية والعمل بها لتصبح منهج حياة.
  • وضع قوانين لحماية المرأة وتفعيلها.
  • توعية المرأة بحقوقها وواجباتها.
  • نشر الوعي بسلبيات الزواج المبكر والزواج القسري.
  • العمل على تدريب المرأة اقتصادياً، وإعطائها الدعم النفسي والمجتمعي المناسب لها.
  • تشديد الرقابة على وسائل الإعلام كي لا يتم نشر أي أفكار قد تؤدى إلى نشر العنف.

إن مشوار مناهضة العنف ضدها يحتاج إلى جهود كبيرة للحد منه ومن آثاره، وعلى المرأة أن تتعلم كيف ترفض الظلم وأن تحصن نفسها بالقيم والمبادئ وبالعلم والثقافة والعمل، وعلينا أن نقف جنباً إلى جنب للحد من هذه الظاهرة.

فــــ ( # إنتِ … تعني لنا الكثير).

[quads id=1]

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

By الإعلام الإنساني

الإعلام الإنساني... الواقع كما هو💬✍️

اترك رد

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading