
الهلال الأحمر القطري يراقب حملة تلقيح جديدة ضد شلل الأطفال في الشمال السوري


لفائدة 800,000 طفل بالتعاون الصحة العالمية واليونيسيف الهلال الأحمر القطري يراقب حملة جديدة لتلقيح الأطفال شمال سوريا
ضمن برنامج المراقبة المحايدة على حملات اللقاح في الشمال السوري، وتحت إشراف منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، تستمر فرق الهلال الأحمر القطري في مراقبة حملة شلل الأطفال الجوالة من منزل إلى آخر في الشمال السوري، والتي ينفذها فريق لقاح سوريا في ظل ظروف استثنائية وتدابير احترازية مشددة وفق معايير منظمة الصحة العالمية للوقاية من فيروس كورونا ومتحوراته الجديدة.
تتضمن الحملة إعطاء لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم للأطفال دون سن الخامسة، وهي تعتبر فرصة لتلقيح الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم والوصول إليهم في السنوات السابقة وأثناء جائحة كوفيد-19، كما تعتبر فرصة لاستئصال مرض شلل الأطفال من مناطق الشمال السوري، حيث استهدفت أكثر من 800,000 طفل سوري من عمر يوم واحد حتى 5 سنوات.
وقد تمثل دور الهلال الأحمر القطري في المراقبة باعتباره جهة حيادية لضمان مطابقة المعايير الدولية في عمليات التلقيح، حيث توزع فريق من المراقبين المدرَّبين من الكوادر التابعة له على كافة مناطق العمل لمراقبة جاهزية المراكز، والإشراف على سلامة الحقن وأداء الفرق، وضمان وصول اللقاحات بشكل آمن إلى الأطفال. كما تشمل مهام فرق المراقبة أيضاً تصحيح الإجراءات التي قد تخرج عن الخطة أثناء تنفيذ الحملة، والتأكد من تطبيق التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية من مرض كوفيد-19، وتحديد نسبة التغطية أثناء وبعد الحملة، وتقديم التوصيات المقترحة لفرق اللقاح.
وجابت فرق التلقيح والمراقبة مختلف مناطق إدلب وريفها وأرياف حلب، بالإضافة إلى منطقتي تل أبيض ورأس العين، بينما يجري العمل الآن في منطقة عفرين، في محاولة للوصول إلى جميع الأطفال الذين لم يستفيدوا من حملات التلقيح السابقة، سعياً إلى استئصال مرض شلل الأطفال تماماً في الشمال السوري، خاصةً في ظل انهيار القطاع الصحي والغياب التام لخدمات الصحة العامة نتيجة ظروف الحرب وانتشار جائحة كوفيد-19.
وتنقسم عملية المراقبة إلى ثلاث مراحل: الأولى مرحلة ما قبل الحملة، حيث يزور المشرفون المراكز الرئيسية للتأكد من الاستعدادات وجاهزية المراكز والمعدات اللازمة، والثانية مرحلة أثناء الحملة، وفيها يتم فحص عينات اللقاح والتأكد من شروط التخزين وعدم وجود مخالفات ومرافقة فرق التلقيح لتقييم أدائها ومتابعة سير العملية في المراكز الصحية والبيوت ورصد الملاحظات وتسجيلها، وأخيراً مرحلة ما بعد الحملة، حيث يتم إحصاء النتائج وتقدير الإيجابيات والسلبيات لوضعها في الاعتبار أثناء الحملات التالية.
يذكر أن الهلال الأحمر القطري يتمتع بخبرة كبيرة في مجال مراقبة حملات تلقيح الأطفال ضد الأمراض المعدية، إذ يقوم من خلال بعثته التمثيلية في مدينة غازي عنتاب التركية بتنظيم دورات تدريبية مكثفة لتأهيل المراقبين، سواء في مقر البعثة أم في الداخل السوري، لزيادة قدرتهم على القيام بمهام المراقبة ووضع الخطط ومتابعة العمل وتوثيق النتائج بكل كفاءة، حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لمرافقة فرق التلقيح في مختلف المناطق المستهدفة.
وسبق للهلال الأحمر القطري خلال الأعوام الماضية مراقبة العديد من حملات التلقيح ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية وكوفيد-19 في الداخل السوري، بالتعاون مع العديد من الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية العالمية والمحلية، واستفاد منها ملايين الأطفال السوريين.
