


دائماً البدايات تأتينا بجمال دائماً تبهرنا بسحرها ورونقها المختلف
دائماً البدايات تأسرنا بعالمٍ أشبه بالخيال
دعوني أروي لكم قصتي
كسيدة أبت العنف واختارت حياتها بيدها
كنتُ سيدة تحمل بجوفِ قلبها حُلماً وردي مائلٌ للحقيقة
كنتُ أرسم حياتي بألوانٍ زاهية أبتعدُ عن اللونِ الأسود
ليس لانهُ نذيرٌ للشؤم
ولكن لا تعجبني الألوان القاتمة
بدأتُ بمقبل طريقي أنسج من ورقي دُمى وفساتين
أنسج منها فتياتٍ ترافقني بأول عرضٍ لي
نسيت أن أخبركم فأنا مصممة للأناقة، وصانعة للجمال
” مصممة أزياء “
كافحتُ ومررت بعقباتٍ كثيرة
أشخاصٌ سيئون ومحطمون للآمال
تكسير أحلام وتكسير همم وأنا حالمة بالقمم
ولكني تحديت الظروف
وصنعت من نفسي اسماً عظيماً اسماً يهز أرض الأزياء
لقبتُ بـــ(سيدة الجمال)
قررت أن أشق طريقي بعالم الأمومة
فقد نجحت بعملي وأنا الآن مستعدة لأن أبني أسرة
من حقي أن يكون لي زوج سند وظهر
ولي إبنة تستكمل الطريق بعدي أُسلمها راية عملي
جاء اليوم الذي سأرتدي فيه الأبيض وأحمل بيدي باقةً من الجيبسوفيلا على طبيبٍ له قدر ومكانة
مضى شهورٌ على زواجي
مر زوجي بمشاكل في عمله جعلته يترك وظيفته
لأُكمل مسيرتي من نجاحٍ لنجاح حققتُ نجاحاً باهراً رغم أن عمري لا يتجاوز الثلاثين
كلما نظرتُ لنفسي في المرأة أشعر بالفخر
الجميع فرحون لي إلا شخصٌ واحد
وهو زوجي
كلما نظرت بعينيه أرى الحسد والغيرة
أُقنع نفسي بأنه سعيدٌ بإنجازاتي ولكن طريقتهُ مختلفة
زادت فرحتي حين علمت بأني حامل بأشهري الأولى
كنتُ عائدة من الطبيب متحمسة لردة فعل زوجي
سيفرح أكيد
حين أخبرته تفاجأت بردةِ فعله
رفض الجنين قال لي : سأطعمه من خيرك سينظر لي نظرة الفشل وأمه ناجحة
دخلت بحالةٍ من الذهول
قال لي بصوتٍ مرتفع : لا أُريد هذا الطفل الآن
تعجبت كيف لي أن أقتل روحاً بريئة لا ذنب لها بفشله وعقليتهِ المتحجرة
كيف لي أن أقتل طفولة لم تبدأ بعد
رفضت
في أول خلاف بينا صفعني صفعةً قوية
حتى كادت بي أرضاً
قام بضربي وكأنني سبب فشله
وكأني إنسانة لا قيمةً لها
ضربني حتى فقدت وعي
مستيقظة على سريرٍ أبيض
فوق رأسي طبيب يقول لي : العوض بسلامتك فقدتي طفلك
كنت كلما أنظر في وجهه أكرهه أكثر فأكثر
منعني من شغلي أسرني بغرفة وكأنها مقبرة لي ولأحلامي
أصبحت من امرأة ناجحة لامرأة معنفة
امرأة مسلوبٌ منها الحرية
والحقوق
امرأة لا قيمة لها
جعلني مثله تماماً
دخلتُ بفترةٍ من الاكتئاب
حبوبٌ مهدئة وأقراص منوم
وحالة من اليأس بعد ما كنتُ رافضة للون الأسود
أعيشُ الآن فيه
كنتُ أزور طبيبي النفسي عنوة بعدما أصبحت محطمة
أنظر لنفسي لا أعرفها كدمات زرقاء عيونٌ حمراء
دموعٌ جافة
من أنا ؟
أين سيدة الجمال ؟
ما كل هذه البشاعة التي أعيشها ؟
الجميع بجانبي أهلي أصدقائي
حتى طبيبي الرجل الغريب الذي لا أعرفه سوى أني مريضته وهو طبيبي
في أجر جلسةٍ لي عنده قال لي جملة جعلتني أستجمع نفسي
قال لي : لا تنتظري من أحدٍ التشجيع أنتِ ضعيفة ومكسورة
صامتة على وضعك واقفة بمكانك صامتة على ذاك العنف والوضع
لملمي نفسك وأستجمعي قواكِ
إبدئي من جديد
استعيدي نفسكِ منه تحرري
ردي ( سيدة الجمال )
حين غادرت عيادتهُ
وأنا عقلي وكأنه بحالةِ إنعاشٍ من كلامه
كسرتُ العادة وذهبت للبيتِ سيراً
لملمت أشتاتي
و قررت المواجهة
سأُعيد ما خسرته
لم أبق صامتة على ذاك الوضع
سأُعيد مجدي سأُعيد نجاحي وأسترد عملي واسمي وكياني منه سأُرمم نفسي لأبدأ من جديد
قررت أن أقف بوجهِ العنف و بوجههِ وأقول له : لست بحمقاء
فأنا سيدة الأرض.
