


أَغمِض عينيكِ ودَعِ الخَيالَ يمُرُ مِن هُنا
وَتَهجي بِحروفي لَمْ يَعُد لَكِ بِالجَهلِ مكان
عنفٌ وتحطيمٌ على مَرِ الزمانِ
كُلّ ما رأَيتَه مِنْ حَولِكِ مضى وكانَ
ولا زالَ العالمُ بين يديكِ يُشعِرُكِ بالأمانِ
حُقولٌ زاهِرةٌ وطيورٌ تَمريمت حولَكِ فارِحةً
رَبيعُكِ ما هو إلا رَبيعٌ أَزهَر فيهِ الأمل
حدائقٌ ضاحكةٌ بوجوهٍ شارقة
عيشي وكأنَّ شَيئاً لَمْ يكُن
دَعِ صَفاعاتهِ جانباً
وركزِ على كيانك الممزوج بالرُقي
وصاحِبِ ذاك المِزمار
والبوقِ والدفِ
ركِزِ على الألآت الموسيقية واترُكِ الصلابة له
أَخمِدِ قمعكِ بقُبلاتِ الطُيور
ارفُضِ واقِعك وارفُضِ كل ما هو حَولك
واركضِ بين الأزهارِ وغني
وغني أُغنيةَ السلامِ
دَعِ عيناك مغمضتانِ
وتمسكِ بذاك الخيالِ بعزيمةٍ وإصرارِ
ارسمِ ولونِ وشكلِ
رُسُوماتٍ ذاتَ لونٍ زاهيٍ
ذاتَ الشكل الرائع
أَعلم أيقظك قساوتهِ
وصرخاتهِ
وذُعرُ النسوية
وصرخات المعنفات
وتكبيراتُ المآذنِ
وأجراسُ الكنائسِ
أيقظك كابوسك الممزوج بالواقع
عذراً سيدتي
واقعكِ مر
رَفَضك كامرأة ورفَض أحلامكِ
حَطَم آمالك وسيطرت الأوهام على عقلِكِ
فلا تقلقِ
بحروفنا وإيماننا
سندعكِ
تُخلقُ مِن ذاكَ القلب الأسودِ
سُحبٌ تُمطِرُ حُباً وأملاً
