


مكسورةٌ كما لو اني رُجمتُ من طيرِ الأبابيلِ
مكسورةٌ كبقايا امرأةٍ تُلملِمُ نَفسِها بِدونِ جَدوى
مكسورةٌ وروحي دَفنتُها منْ أولِ صفعةٍ تلقيتُها من يدِ مُجرمٍ
شعور غريبٍ كامرأةٍ تَقِفُ على بيتِ أجرِها تتلقى التعازيَ لنفسِها بِنفسِها
مكسورةٌ كمرآتي ، لا أرى فيها سوى نِصفَ وَجهي
نِصفَ وَجهي السعيدْ
اما المُعَنفْ صاحبُ الكدَماتِ لا أراهْ
ليسَ خوفاً بلْ تَعَودٌ
لقد تعودتُ على صوتِ الصفَعاتِ
تعودتُ على البُكاءِ ليلاً ، وتَعودَ جسمي على ذلكَ الحزامِ وعلى تلكَ اليدِ الموحشةِ
تعودتُ على سَهرِ اللياليِ، على الوحدةِ و على ذاكَ الحبسِ الانفراديِ بغُرفةٍ أسوأُ من غُرفةِ الفئران التي كانت بروضتي
وأنا صغيرةٌ
أذكُرُها تماماً أذكُرُ في أول مرةٍ دخلتُ فيها كعقابٍ ، لأني لم أُنجز فُروضي المدرسيةْ
كنتُ مرهقةً تعبةْ
لم تَعي مُعَلِمَتي ظرفي فَحبسَتني
منذُ ذلكَ اليوم وأنا حَبِسَةَ تلكَ الغُرفَةِ
تركتُ نفسي بِزواياها حزينةً تبكي
لاولِ مرةٍ أشعرُ بِجمالِها
حينَ عِشتُ وحشيَةَ هذا العالمِ
عُذراً مُعَلِمَتي
فقاتلي أكثرَ وحشيةً منكِ
