سجينةٌ أنتِ

ما الذي كنتِ به تقومين؟
من بابٍ إلى بابٍ تترحلين وتتنقلين
وبابَه الوحيد ما كنتِ تدقين
أو بالأحرى غافلةٌ أنتِ عنه في ذلك الحين
وخَطَواتِك إليه ما كنتِ تَعُدين
فجاءك وحيُ الصالحين
أن ارجعي لوعيك لماذا تُباغتين؟
أين فكرُكِ؟ أين عقلُكِ الرزين الذي تملكين؟
أم تلاعبت الأقدارُ معكِ
كأوراق لعبٍ ترمينها أمامَ اللاعبين
وتختاري منها ما شئت وتأخذين؟
لكنك، آسفٌ أنا لقولها لا تربحين بل تخسرين
تتحايلين هنا وهناك تَصمُدين
وما احتال محتال كحيلتك التي تحتالين
تضحكين، تتبسمين، تبكين، لكنكِ ابداً ما كنت تُغازلين
“ضميرك أنا الحي” الذي كنتِ تُسكتين ومنه تهربين وإليه تَفِرين
يا لتناقض أيامك هذا الذي كنت تعيشين!
فلم تستغربين؟!
أن ذهبوا جميعاً وبقيتِ وحدك تصارعين
هُمُ الردى الذي كنتِ تبارزين
ولستِ لوجودهم تحتاجين
ولا لنحيبِ روحِك الذي تكبتينَ بعد اليومِ تواصلين
وليتكِ على النتيجة التي سعيتِ تحصلين
صفرَ اليدين ما غرستِ تقطفين
أيعجبك هذا الذي عنه كنتِ تدافعين؟!
أنتِ أتعلمين
جَنَتْ براقشُ على نفسِها من فعلِها ذلك الحين، ويبدو أنكِ لفعلِ براقشَ تُقلدين
ما عاذَ أن أُشَبِهَكِ بكائنٍ مثلِها
من كائناتِ الله هي، وأنتِ من بني البشرِ تُحسَبين
فلمَ أيام حياتِكِ أنتِ تنازلين
تَنَازَلي قليلاً لا تَتَكَبرين
وعودي إليه، اشكريه فأنتِ في حِماه من صُغُرِك إلى أن تَكبَرين فَتُسَلِمين
علَّكِ لقولي الآن يا صاحبةَ الأمرِ تفهمين وتُطبقين.