

لا تحجبي أسباب لأَواءَك عنا
يا فتاةَ السوارِ الأسودِ حولَ مِعْصَمك تَلْبَسين
مُنْتِ علينا بأوامِرِكِ التي تُملين
وعن السكينةِ والطُمَأنينةِ كُنتِ إِيانا تُبعدين
وهَمَكِ فوقَ أَكتافِكِ الذي تحملين كُنْتِ تَهِبينَ وَتَسْخين
وعن سِرْدابِك الحزين تُحَدثين، تَشتِمين وأحياناً تمدحين
غريبٌ أمرُكِ
في هَودَجِ الأرضِ تَتَرَنَحين
ودقيقَ سُرْبَةِ الطُرقات تَسْلُكين وتَمشين
وكما المشيبِ في الرأسِ تتوغلين
وأمامَ بيوتِ راياتٍ حُمْرٍ رَأْسَكِ ترفعين
وفي سِرْبالِ غَانيةٍ بل راهبةٍ تَتَسترين وتَتَوارين
ثم رافعةَ الصوتِ تَقفينَ بِه تَحْتَمين
وتأتينَ بعد ذلك تُقررين
قبيحَ مَدْفِنَك تَهْجُرين
لنراكِ في أَسْمَالِ مِسكينٍ تَتَسَكَعين
مع بُهلَة المُحبِ العَيّي اللَعين
ومعَ الماقِتِ المُجتَوِ البغيضِ تَجْلِسين
تُقامِرينَ حَياتَكِ تُخاطِرين
وعلى قارعةِ طريقٍ مُعِيبٍ مُهينٍ خُطُواتِكِ تَتَمهلين
وعن الرّصينِ تَبْتَعِدين
بعدها العكسَ تفعلين وطريقَكِ تُبَدلين
وإلى هُدوئِكِ تلجئين ثمَ إلى صراعِ جُنونِكِ تبحثين
وفي دوامَةِ وعَنْجَهيةِ الكبْرِ تَتَوغلين
أيُّ غَطرسةٍ هذه تَملكين
إنْ قُلنا في تِيهِ مَعْشوقً تَضيعين
لا بأس، إنْ كنتِ هذا تَقصدين
ولكنكِ دمارَ نَفْسِكِ تتصيدين
لا نُريدُكِ تندمين، أصابِعَكِ تَعَضّين، نَفْسَكِ تَخْسَرين
أيُّ فتاةٍ أنتِ
أبلهاءُ تُحْسَبين
كوني على يقين
ما علا صوتٌ في الدُنا إلا أُسْكِتَ بعدَ حين
فلا تكوني هذا لا تكونين
وإنْ سألتِني مَنْ أَنا
صدقيني لستُ حَاِرَسَك بل شَبَحُ صَنيعِكِ الأّمين