


كم تتأثر النفس الإنسانية بأوجه الحياة المختلفة ومفاهيمها، وكم يسعى الإنسان في أن يحقق انسجامه واندماجه في التفاعل مع هذه الحياة، وإني كأي إنسانٍ عادي، أطمح بأن يكون لي الدور الفاعل في حياتي، لذا أدرك وعلى قدر من الوعي بأني أستطيع أن أسهم في التغيير الذي بدوره يشمل التنمية والتطوير على المستوى الاجتماعي وكل ما يحيط بي من جوانب.
وأعتقد أن هذا الدور مع توفر فرصة التعلم والتعرف على القدرات والخيارات المتاحة، سوف يسهم في قدرتي على الأداء لتحقيق غايات معينة تهمّني ثم أستطيع تقييم طريقتي في الوصول لها، حيث أن من هذه الغايات قد تكون مباشرة كحاجتي في البقاء وقد تكون غير مباشرة التي من خلالها أستطيع أن أسهم في مزيد من الإنتاج، وبهذا يمكنني التوصل إلى مفهوم رأس المال البشري الذي يفيد في فهم العلاقة الوثيقة بمنظور القدرة.
وإذا تأملت بقدرتي على أداء دوري، وأدركت بأنها قيمة، فإنني أستطيع تقديم الدعم لاستدامة عملية التطوير والتنمية لذاتي، كي أعيش نوعية الحياة التي أريد، وبالطبع مع دمج المساهمة في النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأرى من خلال ذلك أن من الممكن تحقيقه عن طريق ما يسمى بتوسيع الحرية البشرية، والتي بدورها تحقق أبعادًا أخرى مرتبطة بالحياة الأكثر إشباعًا، كالرخاء الاقتصادي الذي يوفر اختيارات أوسع.
كما أؤكد أن توفر قدر أكبر من التعليم، يؤثر في الحريات الفعالة التي يمكن التمتع بها عمليًا بالوعي لما يحيط بنا من عوامل تنموية وتطويرية، التي تعبّر عن التطورات الاجتماعية، كما وبشكل عام تسهم في النهوض بالإنتاجية والنمو الاقتصادي.
فالتوسع بالتعليم الذي يقوم على زيادة الوعي والإدراك لمفاهيم الحياة، وعلى تحسين خصائص الحوارات العامة المنعكسة على الثقافة والتحضر، يؤدي إلى التوصل لمفهوم التطوير والتنمية، المرتبط بشكل مباشر بالرفاهية مع فرصة الاختيار بحرّية، وبشكل غير مباشر بالتأثير في التغيير الاجتماعي والإنتاج الاقتصادي الذي كان يعد من أكثر العوامل ارتباطًا بالنمو والرفاهية.
وبت أؤمن أن الحرية هي إحدى العوامل الفعالة في تقدير التغيير وإحداثه، حيث أن بالإمكان فهم منهج الحياة المرتبط بي كإنسان، سعيًا مني للإسهام بعملية التنمية والتطوير، فإن ذلك يتحقق من خلال دعم وتعزيز الحرية الفردية، الذي أطالب به مجتمعي ومؤسساته كنوع من الالتزام الاجتماعي.
فالفرضية التي أسلّم بصحّتها.. أنه كلما كان التعلم أفضل وأكثر تمكنًا من خلال الممارسة والتدريب، فإنه يؤدي إلى قدرات إنتاجية أفضل، بالتالي القدرة على تحقيق إنجازات أكثر، على أن تتوفر الحرية لمزيد من خيارات الإنتاج، بهدف التحكم في توجيه الحياة.
