


أغلقت الدفتر ، و رحتُ أنظر من النافذة نحو السماء ، كانت صافية و فيها بعض النجوم المتناثرة، قلت في جوفي لو أنني نجمة صغيرة لا أحمل هموم ولا يضيق صدري لا تفكير ولا عمل ، فقط تسبيح و عبادة .
صليت ركعتين بنية تيسير أُموري و توفيقي ، و في سجودي دعوت الله بدموع سخية أن يصرف عني أولاد الحرام و يمدني بالشجاعة و القوة لأستطيع المواجهة فأنا بحاجة لهذا العمل ، فكرت كثيراً بطريقة الحديث التي سوف اتحدث بها ، تذكرت المواقف و ما شعرت و كنت أريد أن أخبرها بذلك أيضاً.
حل الصباح ، و حين أبصرت النور ، شعرت بأن حِملٌ كبير كان على كاهلي و الآن أصبح أخف ، ما زلت متوترة و غير مرتاحة لكن الشعور قل بشكل ملفت، حمدت الله و قلت : يا رب ساعدني للنهاية ، فقررت أن أضع النقاط على الحروف و لن أسمح لها بأن تأخذ حقي .
وصلت للمدرسة و كانت تغريد تُناوبُ صباحاً ، قلت لها : صباح الخير و دخلت مسرعة إلى مكتبي .
كانت هادئة على غير عادتها و لم أسمع صوتها الحاد ذو النبرة الصاخبة ، مر اليوم بسلام ولم يحدث أي شيء بيننا، و الكلام الذي تدربت عليه ليلة البارحة هل سوف يذهب هكذا ؟؟ لن أسمح بذلك
قبل الانصراف ، ناديتها و قلت لها : تغريد أنا أُريد أن أتحدث معك في مكتبي الآن ، كانت ذابلة كالزهرة و قالت : ما بك ؟؟
قلت لها : تعرفين عندما ندخل هيا تعالي ، لحقتني بخطوات متعبه و روح منطفئة ، دخلنا وقلت لها : اسمعي تغريد أنا منذ يومي الأول وانتِ تسببين لي المتاعب لا أرتاح منك في نهاري ولا ليلي ، أنا سئمت من هذا ، إعرفي حدودكِ معي ولا تتعديها ، أنا لست مبتدئة ولي خبرة طويلة في مجالنا ، انشغلي في نفسك و دعي الخلق للخالق هل فهمتي؟؟
كانت كأنها في عالم آخر ، فقلت لها : تغريد هل تسمعيني ؟
فقالت : نعم و أنا أعتذر ان سببت لك المشاكل ، أخذت تبكي ، نظرت إليها متعجبة!!
و قلت في عقلي : ما بها ، حقاً تغريد الجبارة منهارة ؟؟
فقلت : هل حل مكروه لا سمح الله ، قالت : نعم والدتي متعبة منذ فترة طويلة و أنا لا أستطيع أن أقول لأحد بهذا الكلام ، تربينا في بيت له سُلطان ، و الجميع كالجواري أبي هو السلطان و لا نعرف حتى كيف نحب إلا بالتسلط، منذ يومك الأول اعتقدت أننا سوف نصبح أصدقاء لكن طريقتي كانت خطأ اعتذر ، تعلمت الحب بطريقة مختلفة.
بصراحة عذرتها، أننا نتشبع السلوكيات و التربية التي ورثناها عن آبائنا، حضنتها و أخذت تبكي بحرارة من حزني عليها بكيت أيضاً و من يومها تغيرت معي كثيراً و أصبح عملي مكان للراحة لا التعب النفسي الذي كان يصيبني بسببها و أصبحنا أصدقاء .
لكل من يقرأ ما أكتب ، تشجع لأنه سلاح مهم لنجاتك، لو لم أتحلى بالقوة لما أصبحت على ما عليه الآن .