بقلم: لبنى ياسين

أن تعرف من أنت .. كأنك تعرف كيف ستكون!

معرفة الإنسان لذاته، وما سيكون عليه في المستقبل، هو جزء من تحديده لخطة حياته.

فما أنا عليه الآن.. وما أفكر به لتحقيقه.. وآرائي وأفكاري ورؤياي، هي حتما ما سأراه في مستقبلي. وحتى أتأكد بأني على الطريق الصحيح في نيل ما أريد، لابد من أن أقوم بتصور ذهني واعي ومتسق لما أرغب في نيله، وأوسع مداركي وأفق تفكيري، وعندما تكتمل الهيئة المصورة في ذهني، أستكمل خطوات سيري.

بذلك أكون قد عملت على توسيع دائرة التأثير الخاصة بي، وقد اجتذبت في طريقي مفاهيمي الخاصة واعتقاداتي ومبادئي، وبالتالي أكون قد كونت صورتي الذاتية الخاصة بي، وأكتشف أني على الطريق الصحيح.

وحتى تكون للإنسان صورته الذاتية الخاصة، ويكتمل إدراكه لذاته.. فإنه يتملك جانبًا من الإبداع لتكون قيادته لذاته صحيحة في وجهتها، بالتالي يكون قد حقق جزءًا واضحًا من التأثير والفاعلية.. وخطوة للأمام نحو المنال! 

لذا يترتب علينا أن نطلق العنان لملكاتنا الإنسانية (التخيل والضمير)، مع شعورنا الواعي بالذات، حتى نكون أكثر قدرة وأعمق فاعلية على الإبداع، لتتكون لدينا قيمنا الجديدة ومفاهيمنا التي تسهم في قربنا نحو المنال المصور في أذهاننا. 

يمكن مساعدة أنفسنا عن طريق تحديد رسالتنا الشخصية ، أو ما يسمى بالدستور الشخصي الذي قد يعتبر أمرًا ملزمًا لنا، يجب احترامه وتطبيقه وعدم العبث به.

وحتى يكون الانسان على قناعة تامة بأنه يسير نحو تحقيق المنال الذي في ذهنه، فإنه يتحتم عليه إدراك وجود أسس في مركز الحياة التي يعيش، ابتداءً بالشعور بالقيمة الشخصية التي يمثلها الأمان والاستقرار، والإحساس بالتقدير الذاتي، مع تحديد التوجيه المتناسب مع الخريطة التي صممت في نهج الحياة، والتي تعتمد على القواعد والمبادئ التي طالما تعتبر محددات الأفعال والسلوك، ذلك للمساعدة على اختيار القرار الصائب عند التوجه نحو المنال.. مرورًا بالحكمة والصواب اللذين يمكن اعتبارهما يتفقان مع منظور المرء ورؤيته وفلسفته، مما يضفي لونًا من التوازن والاستقرار، حتى يتم الوصول إلى القوة من خلال المسيرة.

ومن أسمى أنواع المراكز، هي التي ترتكز فيها حياتنا على المبادئ، إذ أنها لا تتغير ولا تتبدل مع تغييرات الحياة وتقلباتها، وأنها عميقة وصحيحة على الدوام، ولا تتأثر بتوابع الأحداث والأمور المتعاقبة، إذ أن المبادئ ذات طابع ثابت ومستقل، كالشموخ الذي لا يهتز ولا ينحرف، فحيث تكون مبادئنا هي قوتنا وقيمنا.. ستكون مواقفنا وذاتنا. 

لذا فالمبادئ لا تتغير، إنما فهمنا لها هو الذي يتغير، فيتعين علينا الفهم الصحيح للمبادئ حتى ينير الطريق أمامنا في وجهتنا نحو ما نريد.


اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

By الإعلام الإنساني

الإعلام الإنساني... الواقع كما هو💬✍️

اترك رد

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading