


إن التفكير المتمثل في المنفعة للجميع.. يتطلب تصورًا مناسبًا للأفراد الذين نفكر بالمنفعة لأجلهم، وهذا التصور مرتبط بحيثيات العلاقة فيما بينهم، والروابط المجتمعة في وصفهم كجماعة.
ولكي يكون التصور دقيق وفي محله، يتطلب الأمر الاعتناء أكثر بالأفراد الذين تربطهم علاقة، أيّ كانت.. كعلاقة عمل على سبيل المثال.. وهذا الاعتناء يسعى بدوره إلى تحقيق أهداف يراها هؤلاء الأفراد أنها ستتحقق عن طريقهم، ويكونوا على قناعة بأنها منفعة لهم على كل الأحوال.. والأخذ بعين الاعتبار أن نجاح شخصي واحد لا يتحقق على حساب استبعاد نجاح الآخرين.
وقد تختلط الأمور على الأفراد من حيث إيجاد الكيفية في تحقيق المنفعة للجميع.. فإنما يتم اتخاذ مفهوم التعاون كأحد الوسائل لتحقيق ذلك، وهو اختيار صائب حقّا.. أو يكون هناك مفهوم بديل آخر لتحقيق نفس المنفعة، حسب اعتقادهم المتواضع، وهو اختيار مفهوم المنافسة، لكن في الحقيقة هناك فرق واضح وصريح بين المفهومين السابق ذكرهما، بالتالي ينشأ الفرق في النتائج المتحققة عند اتخاذهما كأسلوب في التفكير.. رغم الهدف المرجو تحقيقه، ألا وهو المنفعة.
بالتالي يتم تأكيد مفهوم التعاضية في العلاقات كإحدى مرادفات مفهوم التعاون حيث أن أطراف العلاقة لا يمكن أن تكون مستقلة في واقعها.. وإلا لن يتم تحقيق المنفعة للجميع.
وأن مبدأ المنفعة للجميع يعد أحد أشكال القيادة الجماعية، حيث يتراءى أمامنا وكأنها عادة، تشمل على أن يتدرب الأفراد عليها كموهبة طبيعية، ضمن أسس ومفاهيم الوعي الذاتي – في التصورات الذهنية للشخص – والمتمركزة على المبدأ الشخصي مسبقًا..
ومن خلال ذلك تشرق عبارات مرتبطة بالانتصار الجماعي، والتي تفسر النجاح في تفاعل مؤثر، ويحقق نتائج مشتركة نافعة للجميع.
