


سمعت صوتاً ينادي ويقول : ها يا أُم مسعود بشري ؟ بِنت أم صبي ؟
الجميع تسمر بمكانه و كأننا أصنام ، ماذا أفعل يا الله ؟
غمست وجهي بالوسادة و رحت أصرخ بداخلها ، ما نفعي أنا ؟ لا أستطيع أن أنجب الذكر ، هل العله بي ؟
منذ اليوم سوف اتجرع كأس الألم و أتذوق النُكران و الخِذلان .
خرجت القابلة و وجهها لا يتفسر تقول وهي تُتأتأ : يا أبو إياس صلي على رسول الله بِنتٌ بِنتُ مثل ال القمر أُنظر، ماذا سوف تُسميها ؟ .
فزَ من مكانه و كأنه ملبوس ، أَخذ يدور حول نفسه و يتمتم في كلمات غير مفهومه كأنها تعويذه سحرية : سسسس ما سسسس يا ويلي سسسس اسمها سسس غربان .
قالت القابلة : اهدئ يا رجل فأنتَ مؤمن بقضاء الله ، بنت سليمة أفضل من ذكر ذو إعاقة .
قال : يا أُم النحس اغربي عن وجهي ، على يدك لم ارى الذكور هل انا مسحور ؟؟
قالت القابلة : بل انت رجل موزون ، تماسك و لا تنهار فلم ينتهي المشوار ، غداً إن شاء الله تنجب الذكر ، يوجد حسنتان على رأس البنت.
قال : تقصدين بنتين ، أين أُخبئ نفسي ؟؟
من الغد سوف اتزوج الثانية ، عودي ممشوق و صحتي جيدة ، أُريد امرأة مطلقة تنجب الذكور مجربة ولا يوجد بها عيب كالتي املكها .
تمتمت القابلة في سرها : والله انك رجل معطوب بلا عقل مشطوب .
قال : ماذا تقولين ؟
قالت: لا شيء هون عليك الله ، و أكملت تُتمتم و خلصنا منك يا متعوس .
في صباح اليوم التالي جاء الرجل و بيده امرأة دخلت المنزل بلا إذن ولا دستور ، قال : يا أهل البيت هذه زوجتي حليمة ، من يغضبها ينال عقابه هي صاحبة هذا الدار التي سوف تنجب الذكر لا الأُنثى يا أُم البنات .
سمعت صوته من الخارج : رحت أبكي من ألم جسدي و ألم يجتاح صدري من زواجه الثاني .
مرت تسعة شهور، لم يرى البنت الصغيرة التي أسميتها حياة ، لعل الحياة تعود لدارنا كما كانت لكن بلا فائدة ، كانت زوجته الثانية حامل و سوف تضع مولودها في أي لحظة ، و لأن الولادة جاءت فجأة لم يستطع الرجل إحضار قابلة أُخرى فهي قابلة الحي .
جاءت أم مسعود مجبرة وهي تقول : إذا كانت فتاة ، ليس لي دخل هذا نصيبك و قدرك لا تلُمني هل تفهم ؟
قال : نعم نعم ، تعالي بسرعة جاء يوم السعد .
دخلت القابلة وبعد مدة من الزمن جاء صوت صراخ لطفل صغير ، قفز الرجل وقال : يا ولد يا لسعادتي ولد .
خرجت أُم مسعود تقول : مبروك بنت مثل القمر يا أبو البنات ، الظاهر أن العله من الرجال لا النساء ، ههههه .
لا تكوني ضعيفة ولا قاصرة و لا تسمحي لأحد بأن يرسم حياتك كما يشاء ، أنتِ حرة نفسك و بيدك تعمرين الأرض بالخير و الحنان ، نحن النساء ضعيفات القلوب لا الأجساد ، لنتوحد جميعاً ولا نسمح لرجل بأن يكون هو العمود و الأساس و في النهاية يتضح أنه مخروم بثقب كبير لا يُغني ولا يُسمن من جوع .
توقفي عن إرضاء زوجك إن كان يقودك للغرق ، و لا تنهي حياتك بمجرد معتقدات عالقة منذ الأزل عن الرجولة التي نفتقرها و كفاكِ تقليلاً من نفسكِ يا حواء . .