
الإعلام الإنساني



كان يا مكان في كل زمان ، على سفح جبل عالي ، مع نسمات الصباح الجميلة كان سامي يفرك عينيه و فوق رأسه والدته تقول له : صباح الخيريا سامي .
أخذ نفساً عميقاً وقال : صباح الخير يا أُمي .
قالت الأُم : هيا انهض و استعد فلدينا يوم طويل يا عزيزي ، سوف يأتي جيران جدد إلى الحي ، المزرعة المجاورة لمزرعتنا اشتراها السيد إبراهيم و عائلته قبل شهر من صاحبها و اليوم سيأتي كل من يعيش على الجبل الأخضر لمساعدتهم .
قال سامي : أتمنى أن يكون لديهم أولاد صغار فالجبل الأخضر بكاملة لا يوجد فيه سوى عشرة أطفال و خمسة منهم إناث .
غسل وجهه و بدل ملابسه و تناول طعام الإفطار ، بيضة و خيار و بندورة و القليل من الجبن مع الحليب الطازج الذي تم حلبه من البقرة بالصباح .
شكراً لك يا أمي : سوف أُساعد والدي لحين قدوم الجيران ، لم ينهي كلامه إلا و سمعوا صوت عجلات العربة تمشي و الحصان يصهل بالأرجاء .
قالت الأُم : لم يبقى وقت تعال معي .
ذهبوا جميعاً إلى هناك ، و كان السكان أيضاً ينتظرون على البوابة ، دخل الجميع و رحبوا بالضيوف الكرام .
أهلاً وسهلاً بكم يا عائلة المزارع إبراهيم ، كانت تتكون من ثلاثة أطفال بنت و ولدان في متوسط العمر و البنت في عمر سامي ، قال سامي : مرحباً أنا سامي ، كيف حالكم و اهلاً بكم في الجبل الأخضر هنا الحياة جميلة جداً و الجميع يساعد بعضهم البعض .
قالوا : أهلاً بك يا سامي أنا سمير و هذا أخي تحسين و هذه أُختي ابتسام .
قال سامي : هيا تعالوا لنساعد الجميع في نقل الحقائب ، تشارك الجميع في المهمات و بعد يوم شاق وطويل من تنظيف وترتيب للمكان ، لم يحن وقت الغروب حتى سقط الجميع على الأرض من شدة التعب .
ودعت العائلات بعضها البعض وشكرت عائلة إبراهيم الجميع .
في صباح اليوم التالي : ذهب سامي لمنزل الجيران الجدد وهو يحمل سلة من الكعك اللذيذ الذي أعدته والدته و قدمه لهم .
شكرت الأم سامي و دعته للدخول ، دخل ووجد تحسين يلعب بهيكل على شكل سيارة حديدي ، قال له : هل أنت صنعت هذا ؟
قال : نعم هل تريد واحدة منها ؟
قال : حقا!! ، طبعاً أُريد .
قال تحسين : ننادي سمير ونذهب للحديقة نلعب و ترينا المنطقة ونعود قبل الغروب .
وافق سامي وذهب معهم ثم شكلوا سيارات صغيرة من الحديد و تناولوا بعضاً من الشطائر التي أعدته والدته للجميع ، ذهبوا للغابة و صنعوا كوخاً صغيراً وتسلقوا الشجرة ثم لعبوا و الشرطي و الحرامي حتى جلسوا على الأرض من التعب منهكين ، أصبح لسامي أصدقاء جدد ، قال سامي : هل تريدون أن تشاهدوا أجمل منظر ؟
قالوا : نعم طبعاً .
صعدوا على قمة الجبل و كان البحر و الوادي من الأسفل صورة كأنها مرسومة بشكل جميل
قالوا : ما أجملها رائعة سبحان الله ، قال سامي أنا أتأمل جمال الطبيعة و خلق الله بديع الصنع .
و عند مغيب الشمس عادوا جميعاً إلى منازلهم و كان سامي مسروراً جداً بالجيران الجدد .
