



في صباح اليوم التالي جاءت الطبيبة د.ي إلى غرفتي مُجدداً وهي مبتسمة و الدفتر والقلم بحوزتها ، قالت : صباح الخير كيف حالك اليوم ؟ أتمنى أن تكوني أفضل من الأمس ؟
قلت لها : الحمد لله أنا بخير
قالت الممرضة : بالأمس أخذت مهدئ قوي بالإضافة إلى دواء يزيل الهلوسات و يقلل من حدة الإنفعال .
قالت الطبيبة : الحمد لله ، خرجت الممرضة
قالت الطبيبة : هل أنتِ مستعدة لتحكي لي ماذا يحدث معك ؟
قلت لها : أعتقد ذلك ، أنا مشوشة الذهن و في داخلي أُناس كثيرة تتحدث دفعة واحدة كأني في إحتفال .
قالت الطبيبة : الدواء الذي تأخذيه يفي بالغرض لا عليكِ من هذا مع الوقت سوف يزول نهائياً ، ما حال ابنتك ؟ هل هي بصحة و عافية ؟
في المرة السابقة قلتي أنها تبكي و تحتاج مساعدة منكِ .
قالت : نعم الحمد لله هي الآن نائمة في غرفتها و لكن يجب علي أن أذهب إليها فهي طفلة و تحتاج إلى المساعدة ، زوجي قاسٍ عليها يضربها و يشتمها تخاف منه كثيراً .
كانت تعلم الطبيبة أن ت.م منفصلة عن زوجها لمدة طويلة و أن السبب الأساسي في الطلاق هو سوء المعاملة من زوجها و كانت تريد أن تربي ابنتها بشكل أفضل ، لكن يبدو أن الأحداث إنقلبت رأساً على عَقب .
قالت الطبيبة : هل زوجك يعمل ؟
قلت لها : يعمل يوم و يبقى عشرة في المنزل هو سيء الطبع ، أستغفر الله لا يصح أن أتحدث عن زوجي هكذا حتى لو كان غير ذلك .
قالت الطبيبة في جوفها : مسكينة يا ت.م ، لا تدركُ ما الذي حدث ، سألتها : لم تفكري بالطلاق أبداً ؟
قالت ت.م : في عائلتي يمنع على الفتاة أن تطلب الطلاق فهذا كالعار ، زوجك لا يفارقُك مدى الحياة .
قالت الطبيبة : ألا تريدين أن تعيش ابنتك حياة هادئة و مطمئنة ؟
قلت لها : بلى ، و لكن ما باليد حيلة ، في ليلة من الليالي كانت طفلتي تبكي كثيراً و أخذت ت.م ترجف و هي تتحدث .
أمسكت الطبيبة يديها و قالت : قولي لي ما حدث في تلك الليلة ، ولا تخافي أنا هنا بجانبك ولن أتركك أبداً .
قلته لها : و قررت أن أبقى بجانب ابنتي ولا أتركها من شدة البكاء كان لونها أحمر و مع الكثير من البكاء أصبحت تتصبب عرقاً و تلهث ، فكرت وقلت أكيد شيء يؤلمها ما كل هذا الصراخ فجأة ، خرج من بطنها الديدان كبيرة جداً و لم تكن تنتهي كانوا ما يقارب العشرة ، رحت أُزيحها عنها لعلها تذهب و أقول لها لا تخافي لا تخافي ماما هنا ، بعد ذلك وجدت الحل الأمثل بأن تموت هذه الديدان ، ركضت مسرعة بإتجاه المطبخ و أخذت أكبر سكين ، و أخذت تضحك بشكل هستيري ، ههههههه لا تعلم هذه الديدان أنني أقوى منها و أستطيع أن أتخلص منها بسهولة لتنعم صغيرتي بالنوم الهادئ .
ركضت مسرعة أقول لا تخافي ماما قادمة ، و رحت أقتل كل الديدان التي بجوفها ، و فجأة راحت طفلتي بنوم عميق ، لم يخرج لها صوت حتى الصباح ، جاءت والدتي في اليوم التالي : لكن كان تصرفها غريب ، أخذت تصرخ و أنا أقول لها أخفضي صوتك فالطفلة نائمة ولا أُريد أن أوقظها ، أوووه أُمي لا تصرخي .
ومن بعدها لم أراها ، قولي لهم أرجوكِ أنها سوف تستيقظ و تريد أن تأكل و تشرب الحليب .
سكتت الطبيبة : لا تعلم هل تحزن على الطفلة أم على حال الأُم التي قتلت أبنتها بقصد حمايتها من ديدان غير حقيقية
ويوم صدور الحُكم ، قال القاضي : حكمت المحكمة حُضورياً على المتهمة ت.م بالسجن لمدة عِشرين عاماً مع الخضوع للعلاج لحين شِفائها قرار أصدر و نفذ ، رُفعت الجلسة .
