

أظنني في الستين من عمري
بل سبعون عاماً يتبعهم سنينٌ عجاف مع بكري
بدأت قصتي حين انهالت علي أربع أعمدة من صلبي
من أسميتهم أطفالي، من أسميتهم ضلوعي
قد أُعنف من زوجي من والدي من أهلي
أو حتى من المارة أما من أطفالي
هذه الخيبة الكسرة وحتى الحسرة
حين تلقيت صفعةً من بكري الذي كان بحضني بصباه
الذي أويته برموش عيني كما لو كان قلباً مغلفاً بقفصٍ صدري متين
من فولاذ
أصابني الذهول كيف لقلبك أن يجرأ على صفع من حملتك بأحشائها تسع شهور، وبقلبها طيلة السنوات
تلك
كيف لي أن أعلم بأني من كان ببيتي من أطعمته وسقيته بأنه وحش
كيف لي أن أعلم بأنك شيطانٌ على هيئةِ بشرٍ من ملاك
بل كنت هلاك
شيطان مروض وخرجت عن ترويضي
فتماديت بطمعك وجشعك
لقد أذيتني بطعناتٍ من سم ، طعناتٍ أحرقت روحي بلا رحمة
ألم يكفيك جحودك وظلمك
لقد تحالفت مع إخوتك الثلاث لتقتل ما تبقى مني
خذ مالي وجاهي
خذ حياتي فقلبي ما زال يعطي
فأنا أُمك
صغيري أقصد من كان صغيري
من كان سندي وابني قبل أن تجور عليه الأنانية وتطمس قلبه
إليك رسالتي
أكتبها بقلبٍ مدمي مجروح
لا زال يدعي لك فأنا أم
وأمومتي لا تسمح بأن أغضب عليك يوماً فعند الله لا تضيع ودائعه