



بدأت أسأل نفسي سؤال يدور في جوفي ، هل نستطيع أن نبقى أطفال؟؟ وما نهاية الطريق ؟؟
لو أننا لا نكبر أبداً مهما مرت السنوات ، هموم صغيرة كحجم أيدينا ، لا نتوقف عن الأحلام، لا تُشغلنا المراحل القادمة و نترك أنفسنا للعنان ، نطير بلا توقف ، لعب وضحك و مزاح مُعضلات نتوقع أنها نهاية الحياة ولكنها تتضح أنها مُجرد عَثرات لا تذكر حين نكبر و نتذكرها .
في صباح باكر يأتي معه إشراق للشمس على النافذة ، و صوت عُصفور صغير يجلس على غُصن الشجرة في حديقة المنزل ، مع نسمات الهواء أستيقظ و أستعد لأذهب للمدرسة ، ألم أقل لكم حياة بسيطة ؟
أضع الشطيرة التي بداخلها الجبنة التي أعدتها أمي أمد الله في عُمرها ، مع إبتسامة كبيرة تودعني وتقول الله يرضى عليكي الله معك ، أقف على الباب و أقول لها : أُمي لا تنسي أن تدعي لي اليوم الإمتحان ، تكمل الله يوفقك يا حبيبتي .
أُغادر المنزل و بداخلي سعادة عارمة ، شعور ينبعث معه طُمأنينة و سكينة أفتقدها اليوم ، ليتنا نعود صِغاراً .
أصل إلى المدرسة و أتمنى أن أكون من الطالبات التي تنظم دخول و خروج الطالبات من البوابة ( الكشافة ) همٌّ صغير يتجدد كل يوم .
مع الطابور الصباحي ، و الحصص المدرسية التي معها كانت أجمل صداقاتي التي لم ولن أستطيع أن أجد مِثلهم أبداً، حبٌّ صادق و دفئ و صفاء في القلوب ، معهم سوف أخطو الخطوة الأولى خارج أسوار المدرسة وتفتح الحياة أبوابها ، منا من يترك الدرب و يصنع درب جديد لنفسه و حياة خاصة و الأخر يصنع عائلة صغيرة أو يغادر هذه البلاد إلى أرض الله الواسعة .
الذي يؤلم في سنوات العمر ، بأن الأهل هم الشيء الوحيد الذي يكبر بسرعة و نحن لم نزل صِغاراً ، لو أن لي أُمنية وحيدة أتمنى أن يبقى الآباء والأمهات مدى الحياة .
لا أحد يعلم ما النهاية ! ولكن يوجد بداخلنا شيء مهما كبرت أجسادنا و عقولنا و ترفعنا إلى مراتب عالية ، هو أن الله سوف يبقى معنا إلى الأبد ، و يقول تعالى:” ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ” ، و أننا سوف نلتقي جميعاً في مكان أفضل و أجمل .
قبل أن تذهب من الأرض أُترك أثراً تبقى عالقاً فيه حتى بعد ذهاب جسدك ، فروحك لا ترحل عن أحبائك .
