


على لسانِ راوية
وقفتُ ببيتها
منذ فترةٍ وجيزة وأنا أشعر بنظرات إعجابٍ من مديري
اهتمامه الزائد، يتذكرني بقهوةِ الصباح
كلامه المعسول وشهادته العظيمة بعملي
حتى أصبحتُ مميزة بعملي
وفي قلبه
مرةً بعد مرةَ
رسالةً تتبع رسالة، محادثاتنا المطولة
الى أن اعترف لي بحبه
كنتُ مترددة من خطوةٍ خاطئة
العيب ليس فيه فهو مثالي ومناصر للمرأة
نجاحهُ من نجاح شريكته
العيب مني خطوة كهذه تحتاج وقتاً من التفكير وتحكيم العقل
فطلبتُ منه وقتاً
فهذه ليست لعبة
كلعبة ( بيت بيوت ) في طفولتنا
فالزواج ليس مجرد حلم أبيض وحفل زفاف
هذه مسؤولية هذه عائلة ستقع على عاتقي في المستقبل
بعد فترةٍ قبلت فكان يوم خطوبتنا يوم ميلادي
أصبحت الفرحة فرحتان
بتلك الفترة لم يعارض على وظيفتي فهو زميلي وكما ذكرت هو ليس من أصحاب العقول المتحجرة
فلم يمانع أن أكمل ما بدأت به
بعد يومنا الأول من ليلةِ زفافنا صفعني
فاستغربت وبدأت بالبكاء
– لما صفعتني !!
– لأكون المسيطر ، لتتذكري دائماً بأن لكِ رجلاً قوامٌ عليكِ
– لما صفعتني !
– قلت لكِ
– ليس مبرر هذا التصرف تصرفٌ همجي
تصرفٌ غير عقلاني
– أصدقتي الوهم و الخيال الذي عشتي فيه !
كل هذا لأتمكن منكِ لأستملكك وتكوني تحت أمري
-يالك من مريضٍ نفسي
أخذت أمتعتي ونويت الرحيل لبيت أهلي
فلم أستطع أن أنظر الى وجهه مرةً أخرى
فحبسني
– أتظنين نفسكِ ملكة صاحبة شخصية وذو نفوذ لتكسري كلمتي
لن تذهبي ولن تتخطي عتبة ذاك الباب فهذا سجنكِ
ولقد كسرت هاتفك النقال
– مريضٌ نفسي معقد
من ساعاتٍ تملكني اليأس
بدأت استسلم لسجنه ووحشيته
كان يجرح في الصباح ويأتي ثمل أخر النهار
أين ذاك الملاك الذي كان مديري كان أشبه بالفارس على حصانه الابيض
كان صباحه عنف ومساءهُ عنف
صفعاتٌ تتبع صفعات
حتى أنهى حياتي بضربةِ سكين وهو ثمل أظنه كان يقصد هذا
لم يكن خياري خاطئ
فدائما بالبدايات يفرشون الأرض ورد .
أنا أم الراوية ، محامية أقف على بيت أجرها أتلقى التعازي بروح ابنتي الوحيدة فقدتها
على يدِ مجرم
فلم تذهب دماءها عبث
جعلته يدفع الثمن بحياته
ليت كان زواجها أشبه بلعبةِ بيت بيوت بطفولتها.
