
#الإعلام_الإنساني



هل جميع الإناث يسيرون في مراحل متشابهه منذ الطفولة حتى الشيخوخة ؟؟
هل الظروف التي تختلف من بيئة إلى أُخرى تساوي بعضها بعضاً و يحق للجميع محاسبتها ، و المطالبة في الإذعان و الصمت لأننا نمتلك الحقوق دون أن نأخذها ؟ و هل حقاً النساء خارقات ؟
اسئلة كثيرة تشتعل في رأسي أحتاج لإجابة عليها من خلال التأمل فيما حولي
كانت لنا جارة جديدة إنتقلت من سوريا أم لأبناء توفي والدهم و الثانية كانت تعيش في بلادي و النصف الآخر في فلسطين أم لشهداء ، أما جارتنا الثالثة فكانت من العراق جميعهم أمهات لشهداء و أبطال ، كأننا نقول بأنهم خليط مختلف من حيث البيئة التي تكونت فيها شخصية كل واحدة منهم ، مع أنهم جميعاً نساء تتشابه في الخصائص الشكلية الخارجية .
المعاناة التي كانت أثناء الحرب لم تعطي أحداً منهم فرصة الشعور بالأمان ، فكان لزاماً عليهم أن يبحثوا عن أرض فيها الأمان قبل كل شيء ، لأن مشاعر الخوف تعطل الإدراك بشكل كبير و تمنعنا من الإستمتاع في اللحظات و النظر للحياة بالسوداوية و الكثير من الصبر ، أعلم جيداً أن الله حين ينزل البلاء و الخوف ينزل معه على قلوب المؤمنين الصبر ، لكن بالنهاية هي حياة بلا راحة .
قوية هي المرأة أينما كانت ، فهي الأم و البنت و الطفلة التي تبدأ حياتها بمشاعر أنانية و ذاتية تماماً و من ثم عندما تصبح مسؤولة عن منزل و عائلة أو التي لم يحالفها الحظ ولم تكون عائلة فهي مسؤولة و متحكمة في العائلة الأم الثانية التي تساند و تساهم في إصلاح الجزء الأكبر ، هي المربية و العاملة و الحضن الدافئ في نهاية اليوم للجميع ، إلى المرحلة الأخيرة التي تعود فيها إلى الإستقرار النفسي من جديد بعد أن تكون قد وضعت كل شخص على طريق جديدة و تتأكد من تمكنه تسلم الراية ، فتعود للنظر إلى نفسها بالمرآة و يصبح هناك المتسع الأكبر للإهتمام بنفسها و الرعاية الذاتية .
تماماً كالشجرة التي يبدأ المزارع الإهتمام بها لحين أن تكبر ثم تبدأ فترة الإزدهار و من ثم إنتاج ثمار و الكثير من العطاء و عندما تشيخ تعود إلى حالة الضعف الأولى فتحتاج إلى من يرعاها و يهتم بها هي وحدها .
لو أردنا الحديث عن البطولات التي تقوم بها النساء لا نكتفي بهذه السطور فالنساء خارقات للقوة الخفية التي لا ترى بالعين التي تعمل بلا كلل ولا ملل بل تراها تعطيك بحب كبير، لأنها تتحمل مالا يحمله جبال ، و هي منذ بداية الخلق التي تحمل النصف الأول من المجتمع الذي ينجب الثاني .
من كانت والدته على قيد الحياة فليحمد الله ليلاً و نهاراً فهي نعمة يفتقدها الكثيرين ، فالله إحفظ أمهاتنا و إرحم المتوفين منهم .
