
الإعلام الإنساني



كان في كل زمان كان هناك مزارع نشيط يعيش مع زوجته في منزل صغير بالمزرعة الخاصة به ، كان يدعى سامر ، في فصل الربيع كان يستعد سامر لزراعة الفواكه و الخضراوات و اللذيذة والطازجة ، فزرع العنب و التفاح والمشمش و التوت ، كانت جميلة جداً عندما بدأت ثمارها في الظهور .
طار من فرحته و ذهب ليخبر زوجته بما رأى من ثمار على الأشجار ، فقالت له يجب أن نهتم بالثمار لحين نضوجها نأكل منها و نبيع الباقي في السوق ونسد ديننا و نشتري ما نحتاج إن شاء الله
قال لها : نعم نعم إن شاء الله
في صباح اليوم التالي : خرج سامر كعادته و ذهب إلى الحقل ،فوجد شيئاً لا يصدق ، العصافير أكلت الثمار التي كانت على الأشجار ، عاد إلى زوجته وهو حزين و قال لها : لن نجني المال من محصول هذا العام .
قالت له : لا عليك ما زال معنا وقت إن شاء الله سوف نعالج الثمار .
قال لها : كيف ؟؟ و أنا أضع فزاعة في الحقل و العصافير لا تخاف
قالت له : فزاعتنا القديمة أصبحت بلا فائدة ، يجب أن نصنع واحده جديدة قوية و متينه و شكلها يخيف العصافير فلا يقترب أحد .
قال لها : حسناً أنا موافق ، في صباح اليوم التالي خرج سامر ومعه زوجته إلى الحقل و وضعوا أكياس على ثمار العنب و أغلقوها في إحكام ، و صنعوا فزاعة جديدة ، طويلة و ألبستها زوجته ثياب قديمة و أصبح شكلها كالإنسان الحقيقي ، قالت له : دعنا نرى ماذا سوف يحصل في اليوم التالي
عاد سامر و زوجته للمنزل ، و كان خائفاً على ما تبقى من ثمار ، و أخذ يدعوا الله تعالى ليحمي حقله الجميل .
في صباح اليوم التالي خرج مسرعاً سامر للحقل ووجد أن الثمار على حالها و أن العصافير غير موجودة و الفزاعة تقوم بدورها بشكل رائع، حمد الله و عاد لزوجته .
و حين نضجت الثمار جميعها و أكلوا منها ذوات المذاق اللذيذ وما تبقى باعوه في السوق و أخذو المال و عاشوا في سعادة وهناء.
