
الإعلام الإنساني



كان يا مكان في كل زمان كان هناك غزالة جميلة تدعى غَزول ، وكانت تعيش مع والدتها في الغابة الكبيرة ، قررت الغزالة غَزول أن تذهب إلى نهر جميل لكنه أبعد من النهر الذي بقرب منزلها فطلبت من والدتها و لكنها رفضت وقالت لها : لا تذهبي بعيداً يا غَزول لأن الشمس على وشك الغُروب و أنا أخاف عليك يا حبيبتي .
فكانت غَزول غاضبة و حزينة لأن والدتها لم تسمح لها بذلك ، فقررت أن تذهب بسرعة و تعود بسرعة ، وحتى لا تضيع سوف ترمي على الأرض الأزهار صغير لتعرف طريق العودة ولا تُضَيٍعّ الطريق منها .
فأخذت ترمي الأزهار الصغيرة و تغني و تقول ” لا لا لللل لا لا لللل أنا أحب الغابة أنا إبنه الطبيعة ” و هكذا حتى وصلت إلى النهر الجديد كان في غاية الروعة و معه كانت العصافير و الفراشات تحوم من حوله ، غَرقت الغزالة في اللعب و كانت تقفز و تمرح و تغني هكذا حتى أصبحت الشمس على وشك الغروب كاملاً ، فقالت لا مشكلة اتأخر قليلاً فأنا وضعت الأزهار لأعرف طريق العودة و أكملت اللعب ، و بعد فترة من الزمن حل الظلام و غابت الشمس ، قررت أن تعود الغزالة ولكنها لم تجد الأزهار على الأرض فقد كان هناك رياح و معها تحركت الأزهار و لم تبقى إلا واحدة عالقة في أغصان الشجرة ، أخذت تصرخ الغزالة غَزول ، أُمي أُمي يا ليتني سمعت كلامك يا أُمي أرجوكِ تعالي إلي ، أُمي و أخذت تبكي ولم تسمع صوتاً .
فراحت تمشي لعلها تتذكر الطريق التي سوف توصلها لمنزلها ولكن دون جدوى ، فصرخت مرة أخيرة ثم سمعت صوت يقول : قااااق قااااق أنا الغُراب الأسود كيف أُساعدك أيتها الغزالة الصغيرة ؟؟
قالت له : أُريد العودة للمنزل أرجوك ساعدني فقد حل الليل و أُمي الآن قَلِقة علي ، قال لها الغُراب لا تخافي يا صغيرة و إجلسي هنا و ذهب و أحضر لها طعام لتأكله لأن لديهم طريق طويلة للعودة .
أكلت الطعام الغزالة و شكرت الغُراب ، قال لها : ما رأيك بأن أطير أنا و أنتِ إتبعيني ولا تخافي يا حلوتي ؟؟
قالت : أنا موافقة ، كان الغُراب يطير عالياً و هي تمشي خلفة بعد مدة من الزمن وصلت الغزالة غَزول إلى المنزل رأت والدتها تبحث عنها و تقول لباقي الحيوانات أن يعثُروا عليكِ ولكن حمد لله أن الغَزالة عادت لوالدتها ، ركضت الأم تعانق طِفلتها وقالت : حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ، قلت لك أن لا تبتعدي عني ولا تُغادري المكان دون أن تقولي لي .
قالت الغزالة : أعدكِ بأن لا أفعل ذلك . وشكرت الغزالة غَزول الغُراب على ما فعله ، و أصبحوا أصدقاء.
