أطفال يعيشون تحت خط الفقر يزرعون الذهب البني ولا يعرفون ما هو .
رحلة الشوكولاتة رحلة طويلة أولها مر ونهايتها حلوة المذاق ولكن طريقها شاقٌ غير معبد ومحفوفٌ بالمخاطر، فرحلته مختلفة شكلاً ومضموناً، وطرفاها متناقضان تماماً فالأول مزارعون فقراء بسطاء كادحون لا يجنون حق تعبهم كما ينبغي بل لا أرباح تُذكر ليعيشوا يومهم بيومهم، والثاني تجار امتلكوا سوق صناعة الشوكولاتة لتعود عليهم بأرباح طائلة دونما النظر لأي مصلحة أخرى غير مصلحتهم.
وبالعودة إلى ذلك المزارع الفقير والذي يقتات الفتات من عمله لدى صاحب الأرض والذي في أغلب الأحيان يقوم بشراء مزارعيه وخاصة الأطفال منهم من السوق السوداء وكأنك في زمن العبودية، أطفال دون السن القانونية يعملون لمدة لا تقل عن الأربع سنوات دونما مقابل سوى أن يأكلوا ويجدوا مكاناً ينامون فيه.
وهنا نتحدث عن أسوأ أشكال عمالة الأطفال والمتعلقة بإنتاج الكاكاو، ففي الوقت الذي يتمتع العالم بطعم الشوكولاتة الرائع غفلوا عن جانبها المظلم.
إن أكثر من 90% من الشوكولاتة المنتجة يتم استهلاكها كل عام و 70% من الكاكاو المكون الرئيسي لصنع الشوكولاتة يزرع ويحصد في إفريقيا .
تعتبر عملية زراعة الكاكاو والعناية به وقطف ثماره مرهقة جداً ويعمل بها أسر شديدة الفقر ناهيك عن الأطفال الذين يشاركون أهاليهم في الزراعة حيث يتم استخدامهم كما لو أنهم عبيد ويتاجرون بهم ويجبروهم على القيام بأعمال خطرة وغالبا ما يكون عملهم على حساب تحصيلهم العلمي.
وعودٌ على أمل أن تتحقق يوماً هي حبرٌ على ورق.
ساحل العاج أطفالها ضحايا في زمن العبودية
ساحل العاج دولة في غرب إفريقيا تعتبر الزراعة فيها حرفة السكان الأساسية، وقد تخصص القسم الشمالي من البلاد في إنتاج الغلات الزراعية الغذائية مثل الأرز والذرة واليام والموز، بينما ينتج القسم الجنوبي المطاط والكاكاو والبن.
وفي حديثنا عن الكاكاو والذي يعد المحصول الرئيسي فيها فهي من أكبر المصدرين له في العالم وتعتبر هذه البلد وجهة إقليمية رئيسية في الإتجار بالأطفال الآتين من البلدان الحدودية والذين تتراوح أعمارهم ما بين سن 5 و 16 سنة ويزيد عددهم عن المليوني نسمة ، حيث يأتون للعمل في الزراعة براتب يومي ما بين 0.5 و1.25 دولار أمريكي ومنهم من يعمل دون مقابل مالي وهم الأغلبية.
وهنا نستطيع القول إن الاستغلال الكبير للأطفال في عملية إنتاج الكاكاو أصبح مثيراً للجدل على نطاق واسع فهي من أسوأ أشكال عمالة الأطفال حيث يتم استخدامهم كما لو أنهم عبيد ويتاجر بهم ويجبرون على القيام بأعمال خطرة والتي تشمل استخدام الآلات والأدوات الخطرة ونقل الأحمال الثقيلة والعمل لساعات عمل طويلة.
وفي كل مرة نسمع فيها عن اتفاقيات حول تحسين إنتاج هذه المادة ومحاربة عمالة الأطفال في مزارع الكاكاو نجد أن القضية تزداد تعقيداً وسوءاً وأن أعداد الأطفال بازدياد وهذه هي المأساة الحقيقية لأنها وعودٌ ماهي إلا حبرٌ على ورق على أمل أن تتحقق يوماً.
الأرباح الباهظة قد تتجاوز الملايين وليس لأطفال الكاكاو إلا الفتات.
استدامة الكاكاو
لاستدامة عملية زراعة الكاكاو والحصول عليه يتطلب الأمر خطة عملية جادة في معالجة ظاهرة عمالة الأطفال ومخاطرها وتوفير الحماية لهم وتسليط الضوء على حقوقهم الإنسانية، فنحن لسنا في زمن العبودية فلماذا يعيشها أطفال الكاكاو؟
