
الإعلام الإنساني



أتدري يا أُمي لو أن الحياة تمنحنا اللون الأبيض فقط لنزين به قلوبنا و وجوهنا ، فنبقى أوفياء و أنقياء بلا شر و لا عُدوان ، لا أعلم إن كنت تسمعيني يا أُمي ، لكنني أراكِ حزينة و دموعك لم تتوقف عن النزول أرجوك إمسحيها و لا تخافي فأنا في مكان أفضل بكثير من هذه الأرض الملطخة باللون الأحمر ، أنا بقربك و حولك ، أعلم أن المصاب الذي وقع لكم صعب جداً ولا يتقبله عقل لكن هذا قضاء الله وقدرة ، ولي رب سوف يأخذ حقي ، لكن حزنك يؤذيني فلا تحزني ، فأنت أقوى إمرأة عرفها الزمان ، كنت رمزاً للحب و الحنان أُحبكِ يا قطعة من قلبي و يا نظر عيني .
إحرصي يا أُمي أن لا يراكِ أحداً ضعيفة فنحن معشر النساء يجب أن نبقى أٌقوياء منذ أن جاء الإسلام كرم الإنسان و خصوصاً النساء فكانت لها الكثير من الحقوق المنسوبة ولكن الآن يتم تكريمنا من كل الجوانب ولله الحمد .
أنا أيضاً لم أكن مدركة لما يحدث فقد وقعت الأحداث فجأة بلا سابق إنذار أو توضيح ، وجدت نفسي ألفظ أنفاسي الأخيرة بعد خروجي من معركة كانت لا تساوي المعركة الحقيقية التي مررت بها ، حكمة من الله أنه أخفى المستقبل (الغيب ) فلو علمنا بذلك لكانت حياتنا تعيسة فقط ننتظر الوقت لوقوف حياتنا لا إنجاز ولا عمل و لا حتى دراسة بجدارة فالكل سوف يستسلم لما يعلم .
و لو أن الموت لم يكن لكان أسفي على هذه الأرض لن نرى فيها مُتعظ ولا ملتزم والكل سوف ينهمك في حياته و النظر لحياة غيره ، دعونا نتحكم في أفكارنا لنتحكم في إنفعالاتنا .
ها أنا ذا وصلت قبلكم لمكان أفضل و أجمل أنتظركم يا أحبتي لا تنسوني من الدعاء و لا تخافوا فالله سوف يأخذ حقي رغم أنف الجميع ، فإن لم يكن موعدنا بالدنيا فالآخرة هي خير و أبقى ، نحو أرضٍ بيضاء يملئها السلام .
مُذكرات ( نساء من هذا الزمان )
