


يواصل الهلال الأحمر القطري، من خلال مكتبه التمثيلي في مدينة غازي عنتاب التركية، تنفيذ مشروع تشغيل 3 عيادات متنقلة للصحة النفسية، من خلال تسيير فرق الاستجابة السريعة للصحة النفسية لفائدة السكان المتأثرين بجائحة كوفيد-19 في شمال غرب سوريا، وذلك بتمويل من منظمة الصحة العالمية.
يهدف المشروع إلى المساهمة في الحد من الأمراض النفسية وتحسين الحالة النفسية والمعنوية للسكان المتأثرين بالجائحة، من خلال تحسين تغطية خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي المناسبة، وتعزيز تكامل خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية المستهدفة والعيادات المتنقلة، ودمج بناء القدرات ونقل المعرفة إلى الموظفين المحليين والعاملين الصحيين المجتمعيين وفقاً للمعايير والمبادئ التوجيهية والبروتوكولات العالمية المعتمدة (منظمة الصحة العالمية واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان)، وتوفير المعدات والأدوية والمرافق اللازمة للتشغيل السليم لهذه الخدمات.
ومن المقرر أن يستمر تنفيذ المشروع لمدة 6 أشهر تنتهي في منتصف شهر أكتوبر القادم، ويستفيد منه إجمالي 9,600 شخص من النازحين والمجتمع المضيف في عدة مناطق من شمال غرب سوريا، مثل الباب وسلقين ودركوش، من بينهم 480 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أنه من بين الأشخاص الذين عانوا من الحرب أو غيرها من الصراعات في السنوات العشر الماضية، سيعاني واحد من بين كل 11 شخصاً (بنسبة 9%) من مشاكل عقلية متوسطة أو شديدة. وتقدر المنظمة أيضاً أن 1 من بين كل 5 أشخاص (بنسبة 22%) يعيشون في منطقة متأثرة بالنزاع يعانون من الاكتئاب أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة أو الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام.
وتوصي اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات بشأن أزمة كوفيد-19 بستة تدخلات في سياق الاستجابة للصحة العقلية والدعم النفسي أثناء الجائحة، كما أكدت على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لكبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض غير الانتقالية، بالإضافة إلى مكافحة الوصمة الاجتماعية، ونشر الرسائل المجتمعية لزيادة الوعي بقضايا الصحة العقلية أثناء الاستجابة لجائحة كوفيد-19.
ومن هذا المنطلق، يسعى المشروع إلى توفير خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي المتكاملة وذات الجودة العالية والمناسبة ثقافياً، من خلال 3 عيادات ثابتة ومتنقلة للصحة العقلية تستهدف السكان المحليين، سواءً من النازحين أم المجتمعات المضيفة لهم، في المناطق التي يكون فيها الوصول إلى خدمات الصحة النفسية منخفضاً جداً، وذلك من خلال:
• توفير التدخلات النفسية الفردية غير الدوائية القابلة للتطوير للنساء والرجال والأطفال الضعفاء الذين يعانون من مشاكل عقلية ونفسية.
• التدخل القائم على الأدلة من خلال تقديم 7 جلسات أسبوعية للتعامل مع المشاكل النفسية الشائعة في أوقات الأزمات كالتوتر والاكتئاب والقلق الناجم عن مشاكل البطالة ونقص الفرص وعوامل الإجهاد المختلفة.
• تقديم جلسات توعوية لمرضى الصرع أو من يرعاهم حول أهمية الحفاظ على الجرعات المنتظمة من الأدوية وتوضيح أن الصرع مرض لا علاقة له بالسحر لتعزيز عوامل الوقاية وتخفيف ضغط العملاء.
• توفير الإدارة السريرية للاضطرابات العقلية والعصبية واضطرابات تعاطي المخدرات لدى النساء والرجال والأطفال الضعفاء الذين يعانون من مشاكل عقلية ونفسية حادة.
• إحالة بعض العملاء الذين يحتاجون إلى تدخلات علاجية غير دوائية أو خدمات صحة عقلية ثانوية (طبيب نفسي) إلى طبيب مدرب على “برنامج العمل لرأب الفجوة في الصحة النفسية” أو أخصائي نفسي واجتماعي.
وفيما يتعلق بأثر المشروع على المستفيدين، فهو يساهم في الحد من الإصابة بالأمراض النفسية وتحسين حالة الصحة النفسية بين السكان المتأثرين بالأزمة السورية وظروف المعيشة الصعبة التي يعيشونها، ورفع مستوى تغطية خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي المناسبة في المناطق المستهدفة بالمشروع.
