



هل خَطر في بالكم أن معظم المصائب أو العقبات التي نمر بها هي بمثابة درسٍ نتعلمه لحياتنا ؟
و أن كل ما يحدث معنا بسبب أو لغير سبب ، و الأحداث التي تتعاقب تكمل في أسرارها خبايا كبيرة ، بعكس النظر إليها من الأعلى و رؤية ظاهر الأمور لا باطنها. لو كل شخص فينا ما كان يتمعن و يتمحص في ما حوله لما اكتشف الكثير من الأشياء .
تماماً كما حدث مع سيدنا موسى و الخضر في سورة الكهف ، و كيف أن الحدث في لحظة لربما يشكل لدينا فضول عظيم لمعرفة الحكمة أو العبرة في لحظتها دون الإنتظار و الصبر لنرى ما هو قادم و مخبئ لنا .
فنحن بحياتنا نمثل في قصة الكهف سيدنا موسى عليه السلام ، و الفضول الذي كان يتملكه في معرفة الأسباب كأغلب الأشخاص ولكن توجد فئة ضئيلة لا تهتم في ما يحدث معها أو تنتظر حتى النهاية ، أنا من الأشخاص الذين يعتصرهم الفضول و يسيطر عليهم فلا أحتمل الإنتظار ولا حتى أُريد أن أفكر بما هو سيء ، يعني أن السبب يجب أن يأتي و أن النجاح وفرص الفشل مستحيلة ولا يتخيلها عقلي .
لهذا في المواقف الصعبة يصعب علي إدراك الأحداث فأنهمك في البحث عن حلول لتحديد السبب الذي أدى إلى الفشل ، ولكن مع أن الفضول في بعض الأحيان يسبب المتاعب ولكنه يحمل معه طاقة من الدافعية تجعلك كالإعصار تقوم بعمل كل ما يخطر في بالك ، كأن لديك طاقة خارقة .
نحن البشر عجولين و متهوريين و يتم إدراك النوافع بعد فوات الأوان ، حمداً لله على أننا لا نعلم الغيب و الحمدُ لله على المحن التي نمر بها ليحين وقت الإمتحان و نعرف الإجابة بلا عنا
قال لي شخصٌ يوماً ما : بأن كل الصعوبات التي نمر بها في هذا الحياة هي بمثابة سُلّم نصعد عليه لنتمكن من تحقيق ما هو غير مستحيل فلا تحزن على ما فاتك و حاول بأن تراها سقالات تدفعك لتتقدم و أن الموقف الذي تمنيته في وقت ما لربما من الأفضل أن يأتي بعد محنة تتعلم منها درس جديد ينفعك و يعطيك القوة لتثابر للأمام ، و رُبَّ ضارة نافعة .
