


استقر صباح اليوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة 1443 حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى لقضاء يوم التروية وسط مجموعة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
ويؤدي فريضة الحج هذا العام مليون حاج، منهم 150 ألفاً من الداخل و 850 ألفاً من الخارج.
وحرصت الجهات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج في المملكة العربية السعودية على تهيئة مشعر منى بجميع التجهيزات والخدمات التي تتيح للحجاج قضاء يوم التروية بيسر.
وفي هذا الصدد تم توفير خدمات طبية وعلاجية تقدّم عبر 4 مستشفيات و26 مركزاً صحيا في مشعر منى، وهي مستشفى الطوارئ بسعة 190 سريراً، ومستشفى منى الجسر بطاقة 150 سريراً، فيما تبلغ السعة السريرية في مستشفى منى الوادي 160 سريراً، ومستشفى منى الشارع الجديد بسعة 50 سريرا، إضافة إلى خدمات النقل الإسعافي المكون من 100 سيارة إسعاف صغيرة، و75 سيارة إسعاف كبيرة.
ويدعم القطاع الصحي 97 مركزاً إسعافياً تابعاً لهيئة الهلال الأحمر السعودي بأسطول يضم 320 سيارة إسعاف، و6 طائرات إسعاف جوي، و9 دراجات نارية و4 عربات جولف، إضافة إلى 4 عربات إمداد طبي، و16 عربة من الاستجابة النوعية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري يباشرها 1288 كادراً طبياً.
وعلى امتداد مشعر منى، وفّرت شركة المياه الوطنية كميات خزن تشغيلي واستراتيجي لضخ 2.4 مليون متر مكعب عبر شبكاتها، فيما عزّزت الشركة السعودية للكهرباء خدماتها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال 46 مشروعاً جديداً.
كما سخرت الجهات الحكومية إمكاناتها لتوفير الخيام المطورة المصنوعة من الأنسجة الزجاجية المغطاة بمادة “التفلون” المقاومة للحرارة العالية والاشتعال، والتي ينعدم منها انبعاث الغازات السامة.
ويشتمل مشروع الخيام على أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام، من خلال توفير 30 ألف رشاش لمكافحة الحرائق، وأكثر من 3 آلاف كاميرا مراقبة، وأكثر من 12 ألف سماعة للإرشاد والتنبيه ، بالإضافة لأكثر من 15 ألف وحدة تكييف وتهوية
يذكر أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة .
ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها ، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد “النفرة” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 – 11 – 12 – 13)، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم – عليه السلام – الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى – صلى الله عليه وسلم – هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنَّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد “الخيف”، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى.
