
الإعلام الإنساني


ذكرت قول جدتي بيومٍ من الأيام :
أن بعد الصفعات يأتي سلامٌ كهدهدٍ يحملُ نبأً عظيم
كنبأ بلقيس اللذي سبق لسليمان بلقيساً
أو كريح يوسف اللتي سبقت ليعقوب يوسفاً
لكنني لم أرى الهدهد على نوافذي ولم أرى السلام بعد
فكانت صفعاتهِ تزداد كلما نويت السلام
أو الكلام
كلما فكرت أن أبوح جسدتُ شخصيتي كبطلةٍ برواية
نسجتها بخطِ يدٍ مشوه
أو كمقطوعةٍ موسيقية عَلت بصوتٍ مجروح
أو كرسمةٍ من ألون الطيف
والحمد لله بجمعيهم فاشلة
كفشلي بالبوح
أو الوقوف أمامك وصدك عن صفعي
شعرتُ آن ذاك بأنيي كبرتُ على غفلةٍ مني
كبر ذاك الوجع بداخلي
كلما أتذكر صفعاته أشعر بذنبٍ عظيم
رغم أنني لم أعد أُسقطُ الحليب الدافئ على ملابسي
أصبحت أُرتب سريري في كل صباحٍ
أصبحت مهذبة وهادئة جداً عنوةً عني
لم أُصدر صوتاً بحضرة الاستضافة
أحترم الآخرين وأصبحت أُنظف أسناني يومياً أربع مرات
أليس كثير !!
أليس عجيب !!
أصبحت الأن في العشرينات من عمري
أيرعب الرقم يا سيدي ؟
كبرت فجأة سرقت طفولتي ومراهقتي والأن تخطط على سلب شبابي
أصبحت بالعشرينات ولازلت أحتضن دميتي القطنية
ذات الملمس الناعم اللذي رطبته بفضلي لم تفاجئني يوماً بظهور أسنانها الأمامية والخلفية ولا لنطقها بإسمي أو مواساتي ليلاً
ولم تضع يدها على كتفي تطبطب عليه كلما شعرت بقسوتك
فرويتها من دوعي حتى هش قطنها
أيقنت بأن الصفعات تنال من الجماد أيضاً
سيدي
أنتظرك الأن والباب مفتوح لم أقفله منتظرة قدومكَ
لم تصفعني منذ ساعة وثلاثون دقيقة وأربع ثواني
أنتظرك
فقدناك أنا ودميتي
لعلي أحظى بخبر وفاتك
كنبأٍ عظيم

روعة 😍😍😍😍