A Zeno.FM Station
أريج النابلسي

اللي في بطنه عظام ما بنام “ولا شو رأيك يا إعلامية”

خسارة أننا أصبحنا في مجتمع ينهش بعضه بعضاً في كل شيء نحارب بعضنا في كافة التفاصيل نختلق المشاكل والنزاعات و

كما يُقال بالعامية ” الشاطر” هو الذي يستطيع أن ينتزع ما بيد غيره ولو بالقوة، فحجته أن ذلك الشخص يستطيع أن يمتلك غيرها ،فإن كان بيده عمل ما المانع من أخذه منه والعمل على قطع رزقه فهو يستطيع أن يعمل في مكان آخر، وإن كان في موقع معين ما المانع من أن يصعد على كتفيه ، وإن كان سعيداً مالمانع من سلب سعادته وأخذها فهو يستطيع أن يفرح لأبسط الأمور، وإن كان لديه أسرة وعائلة ما المانع من نخر أساساتها والعمل على هدمها، وإن كان يمتلك أبسط الأشياء يستخسرونها فيه، وكل شيء بات عادياً مُباحاً في زمن بات العيب فيه صواباً والصواب خطأً.

  لا أريد التحدث عن بلاد ولا عن أوطان ولكني سأتحدث عن أفراد ضمن شعوب  توسمنا فيهم الخير فوجدنا الخير أبعد ما يكون عنهم، خسارة أن تجد أحدهم طولاً بعرض يحمل لقب ” إنسان ” وماهو بذلك، يتقرب منك كمحب وأخ وصديق وصاحب وجار وتجده أول من يمسك لك الحجارة، ويحاربك بها، يتقرب منك متودداً وبريق عينيه كبريق عيني طفل وديع لتجد أن وراء تودده خنجراً يطعنك به، هذا ما يعيش به المعظم.

 وكنا في كل مرة نشاهد بها المواقف ونسمع الأحداث  نضع حججنا الواهية على شماعة الفقر وعدم الاكتفاء والظروف الاقتصادية والحياتية وأننا نعيش في زمن صعب، لا والله ما هذه مشكلتنا وما هذه هي القضية.

أتدرون ما المشكلة؟!

المشكلة في الأخلاق التي تخلى عنها الكثيرون – وكالعادة لا أُعمم-  الأخلاق التي أصبحت عملة نادرة هذه الأيام، المشكلة في عدم التزامنا القيم، المشكلة في الحقد والكره الذي  يسيطر على القلوب، المشكلة في الغيرة وعدم حب الخير للآخرين، المشكلة في العين الناقمة الحاسدة، المشكلة ليست في البلد بل في ولد هذا البلد.

المشكلة في قانون الغاب الذي نعيشه فكل واحد يضع قانونه  ويسير عليه ضارباً بعرض الحائط  من هم حوله، مواقف عدة استوقفتنا، مواقف تكاد تكون متكررة والبعض يتفنن في صنعها  ،مواقف أكاد أُجزم أن كثيراً منا تعرض لها وعاش تجربتها، وهنا الأفراد نوعين (جاني ومجني عليه).

 عزيزي القارئ لكلماتنا سأتحدث بلسانك قائلة: تعرضنا لمواقف وأحداث ولكن تعلمنا منها  دروساً لا يمكن أن نتعلمها حتى في كُبرى المدارس والجامعات،  فنحن تربينا على أسس الحلال والحرام وعلى أسس هذا يجوز وهذا لا يجوز كبرنا ونحن نعلم أن الاحترام واجب وأن القيم هي طريقنا في هذه الدنيا وأنه مهما واجهتنا من ظروف علينا الوقف لها والصمود ” ويا جبل ما يهزك ريح “  وابن الأصول يحافظ عليها ويكون ثابت المواقف، كبرنا ونحن لا نبخل على أحد في أي معلومة يحتاجها وإن طُلِب منا مساعدة فوراً قدمناها فالخير والعطاء من شيمنا العربية الأصلية، ومن أراد أن يتعلم منا فأهلاً وسهلاً به ومرحبا، نعطيك ما لدينا برحابة صدر ونحن مبتسمون وراضون لا نحجب عنك معلومة وكلها خالصة لوجه الله تعالى، ولكن أن تصل الأمور لحد السرقة والخيانة، هذا العيب بحد ذاته وهذا هو ضعف الشخصية الذي تعاني منه فأنت لا تستطيع التقدم ولا حتى التطور في حياتك بأسلوبك هذا، حتى لوجدت من يساندك في بداية مشوارك وحتى لو مدحوك وطالك الثناء، وحتى وحتى وحتى ….. وإن قلنا إن الحظ سيلعب دوره معك إلى أي حد سيكون ذلك صحيحاً؟

 تريد أن تقلد لابأس فهذا حقك، فكل إنسان يبحث عن أُنموذج ناجح أمامه ليقلده ويكون مثله ويصبح حلمه وهدفه ولكن عليك على الأقل أن تتعب على نفسك قليلاً أن تطور من ذاتك بنفسك، اصنع شيئاً جديداً أعطنا فكرة مبتكرة، لا تستطيع أن تفكر خارج الصندوق لا عليك نعرف أنك غير قادر على هذا فنحن أصحاب الأفكار والإبداع  ولكن يا عزيزي  يا سارق الأفكار إن أردت السرقة اسرق بحنكة وإن أردت التقليد قلد بذكاء، وكن على ثقةٍ تامة  ليس التقليد كالأصل ” فالزبدية الصيني الأصلية منين ما رنيتها بترن” ونحن الأصل ، لدينا المرونة في تقبل كل شيء وفي التعامل مع الجميع ولدينا الحنكة في معرفة الأشخاص وتفصيلهم وكن على ثقة أيضاً أننا  لكل مخادع خائن متربصون والنَفَس جداً طويل.

وكما يقول المثل ” اللي في بطنه عظام ما بنام “.


اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

By الإعلام الإنساني

الإعلام الإنساني... الواقع كما هو💬✍️

اترك رد

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading