
الإعلام الإنساني



كان حديثي هنا اسفل الشجرة على الكرسي الخشبي في سري مطولاً مع الله ، مع نسمات من الهواء تلامس وجنتي ، تمتمت و قلت في نفسي بأن هناك الكثير من الأشياء التي لطالما كنت أحلم بها و أسعى إليها لكن الظروف و البيئة لم تكن عوناً لي في ذلك ، فجأة تنظر حولك لترى بأنك في مكان أفضل بكثير و لم تتخيل في يوماً من الأيام بأنك ستجلس هنا قلت في نفسي أتمنى أن أصبح في ذلك المكان ، كأنك إنتقلت بآله الزمن نحو حياة أجمل .
أنا مدركة بأن الكمال الدنيوي ناقص لا محال ، و أن الحياة لن تكون بروعة ولا برونق يلتف في جوانب حياتنا و بأن الصعاب هي ملح الحياة ، ولا حياة بلا ملح فبذلك تكون بلا نكهه ، ولكن عندما تكون البيئة مساعدة في قدرتك على تجنب تلك الصعاب والنظر إلى الجانب الإيجابي والمشرق منها في كل مرة تسقط سوف يكون الوضع مختلفاً .
و لكن لتستطيع أن تعيش حياة كريمة يجب أن تضحي في جانب لا يمكن أن تكون أنت و أهلك في مكان قريب و بيئة جميلة و حياة وردية ، فهذه تهيئات للجنة إن شاء الله ولا شيء سوا ذلك .
أما الواقع فهو أقسى و أصعب ، لكن في نهاية اليوم سوف تجلس على حافة النهر تتأمل الماء و هو يتلئلئ مع إنعكاسات أشعة الشمس ، فتسقط عنك كل الهموم و تسرح في ملكوت الله لترى الخير من الصعاب في كل شيء و أقول بان كل ذلك يستحق تحمل ذلك الشقاء .
أغمضت عيني في شدة وقلت :
اللهم إن كان مقدر لنا بأن نعيش حياة أفضل في مكان أفضل فقسم لنا يا الله ، و إصرف عنا الشر ما ظهر منه وما بطن ، فلا شيء سوف يبقى سوا الأمل و الأمل والأمل ..
وكانت الشجرة و أغصانها هي الشاهد على ذاك الكلام ..
