
الإعلام الإنساني



فَتَحَتْ عُيونها سمر و لكنها لم تصدق ما رأت!! ، هل هذا حلم أم أنه واقع ؟؟
كانت الغرفة ضخمة جداً مليئة بالألعاب التي لا تخطر على بال أحد من دفتر الملصقات الصغير إلى الدببة و العرائس الكبيرة منها و الصغيرة ، كان على الجانب الأيمن كرسي و طاولة و عليهم أبراج من المكعبات التي بنيت و الكثير من الحلوى و أكواب الشاي و بجانبهم مطبخ يشبه المطابخ التي تستخدمها الأمهات في الحقيقة ، فيه الأدوات و الأواني و بالجهه المقابلة خِزانة مليئة بالثياب فساتين زاهية و قبعات و أحذية مرصعة باللؤلؤ ، و معها مرآه و كرسي عليها كل الأدوات التي يمكن أن تبتكر أجمل تصفيف للشعر ، وقفت سمر على السرير و هي تفرك عينيها و تقول أين أنا ؟؟ ما هذا المكان الرائع بل الأكثر من رائع .
وجدت الخزانة تقول : صباح الخير يا سمر تعالي إلى هنا و إختاري الثوب الذي تريدين فهذه كلها لك ، قالت سمر بتردد : هل هل تتحدثين يا خزانة ؟؟
قالت الخزانة : نعم فأنا هنا لمساعدتك و جميع الأثاث يتحدثون أيضاً فأنتِ قبل أن تنامي تمنيت أن تستيقظي و تشاهدين أجمل غرفة في حياتك و كنت حزينة لأن أصدقائك رحلوا بالعطلة الصيفية إلى بلاد أُخرى و سوف تكوني وحدكِ ، فقررنا أن نصبح أصدقائك الجدد حتى عودتهم .
قفزت سمر من الفرحة وقالت : هذا أجمل ما تمنيت إنه أجمل يوم في حياتي ..
نزلت من السرير و توجهت نحو الخزانة و إختارت فستان ذو لون أزرق وعليه ورود صغيرة ذات اللون الأبيض كان جميلاً للغاية ، قالت المرآه : تعالي يا سمر ، فشعرك يحتاج إلى تعديل ، ذهبت سمر و قالت : و أنت أيضاً تتحدثين ، أُريدُ أن يكون شعري كالأميرات التي تعيش في القصور .
قالت المرآه : بكل سُرور يا عزيزتي .
وفي بضع دقائق كان شعر سمر في غاية الروعة ، نظرت عن قرب ولم تصدق نفسها يا الله ما أجملني شكراً جزيلاً أيتها المرآه .
سمعت صوت ينادي و يقول : والآن حان دوري أنا الصندوق امسكي المقبض و أخرجي من داخلي العقد الذي تريدينه و الحلق المناسب و كل ما تحتاجي .
قالت سمر : اوووه يوجد الكثير من الأشياء الرائعة ، إختارت حلقاً يشبه الؤلؤ كثوبها و عقد صغير لبستهم ، فكانت تشبه الأميرات حقاً اللاتي يعشن في القصور .
جاء دور الطاولة و الكرسي : فقالوا تعالي إلى هنا يا سمر حان وقت الشاي و تناول الكعك ، تفضلي .
فذهبت سمر ولكنها تذكرت شيء بأنها لم ترتدي الحذاء فعادت للخزانة و إختارت حذاء بلوري ناصع البياض
وقالت : الآن أنا مستعدة .
ذهبت للكرسي و جلست عليه و وضعت العرائس الكبيرة كلاً على كرسي و تخيلت بأنهم صديقاتها و أخذت تشرب الشاي و تأكل قطعة من الحلوى اللذيذة بنكهه الفانيلا كانت من ألذ الحلوى التي تناولتها في حياتها كلها .
و عندما انتهت حفلة الشاي ، قررت أن تطهو الحساء اللذيذ فقطعت الخضراوات و أحضرت الأواني و بدأت تطبخ وهي تغني و ترقص ، كانت مستمتعة جداً ، لعبت بجميع الألعاب و من ثم شعرت بالنعاس فعادت للسرير الناعم و المريح و قبل أن تنام قالت : شكراً جزيلاً لكم أنا حقاً في غرفة الأحلام ، أراكم بالغد .
ثم في اليوم التالي إستيقظت و كانت نائمة على سريرها المعتاد و سمعت صوت يقول : هيا يا سمرحان وقت الإفطار .
إبتسمت و قالت : الحمد لله أنني إستطعت ولو بالحلم أن أُجرب غرفة الأحلام .
