أقدار

لو كنا نعلم المستقبل لما إستطعنا عيش اللحظة و لكانت حياتنا عبارة عن قلق و توتر يصحبه الأرق و عدم القدرة على إنجاز أعمال اليوم بسبب التفكير في حل مشاكل المستقبل .

لو علمت الأزواج في الإخفاقات التي سيقعون بها قبل الزواج لما تزوجوا ، و العبئ الكبير الذي ينتظرهم لما أكملوا حياتهم ، ولكن حكمة الله أن يجعل في الطريق يلتقي بهم و يقدمون على بناء منزل جديد .

هل كنتِ تتوقعين أن الأمر في غاية السهولة ؟ للحظة من اللحظات نعم ، فكنت أقل لنفسي : الجميع يخوضون هذه التجربة ما الذي لا أمتلكه لهذه الخطوة ؟؟

هيا يا فتاة توكلي على الله و وافقي ، ننشغل في اللحظة و ننسى المستقبل لأنه بيد اللطيف ، نبقى صامدون و أقوياء و نحارب بكل ما أُتينا من قوة ، لكن إن خيم الهم و لم يغادر السقم و لم تشفى القلوب .. فما عسانا ينفعنا لإكمال هذا الطريق الذي من بداياته كانت مؤلمة و موجعه ، تكبر ألف سنة مع أنك لم تنهي سنه واحدة ، فقلبك يشيخ و روحك تذبل تماماً كنهر تشرب منه بإستمرار و تسرف بالماء لتستيقظ فجأة و تراه أصبح جافاً و الأرض يابسة من تحته .

هكذا هي الحياة ، أنا لا أعترض على أقدار الله و قضاءه لكن يجب أن يكون هناك شخص تستند عليه ليس أن تكون المسند دائماً فالقلب يضعف و القوة تزول و الراحة لا تدوم .

 على كل الذين يواجهون هذه الصراعات في حياتهم حاول أن تكون الطرفين ليس طرفاً واحد و تحرم الشريك بأن ينال القوة و يستعيد طاقتة من جديد ، فإن لم تكونوا أنتم الذين يملئون خزانات الحب فلا نفع للزواج و لا نفع للحياة كلها مشقة و ألم و أنت واقف تنظر للطرف الثاني بلوم و حرقة .

و الحمد لله على كل الأقدار